خاص أيوب


يا خنسا.. بيروت لنا إلى يوم القيامة

الاثنين 22 أيلول 2025 - 0:00

كتب (أيوب)

كان من الممكن عدم الرد. إلا أنه عندما يكون المتكلم مسؤولاً عسكرياً سابقاً في ميليشيا حزب الله، ورئيساً سابقاً لإحدى بلديات الضاحية الجنوبية وعنينا به محمد الخنسا. لا بد لـ"أيوب" أن تكون له رسالة إلى السيد الخنسا وكل الخنانيس الذين يشبهونه.

بيروت أيها السيد، هي لأهلها أباً عن جدّ، وما كانت يوماً نسب التصويت معياراً عن هوية أهل بيروت وناسها.

بيروت أيها السيد الخنسا، هي عائلات سكنت السور، وشكلت هوية المدينة، وأصلها وفصلها.

أهل بيروت يا خنسا، هم أبناء عائلات فاضلة من كل الطوائف مسيحية ومسلمة وشيعية ودرزية. إلا أنها كانت دوماً تمنح بعض القادمين القاصدين الترزق العيش في بعض أحيائها، كي يجدوا مأوى وسوقاً يترزقون به لاطعام أولادهم. وما كان الضيف يوماً صاحب المنزل، إلا معنوياً مكرماً بالصفة ترحيباً من أصحاب المنزل.

يا سيد خنسا انتهى زمن الاصبع، فلماذا ترفعه؟ انتهى زمن الميليشيات، فلماذا تتكلم وكأنك ما زلت على رأس ميليشيا؟ انتهى زمنك في البلدية وكل بلدية، فبأي صفة تتحدث وتتكلم؟

لا يمكنك لا أنت ولا غيرك، أن ترفع صورة أو صويرة بعد اليوم على منازل الناس وأملاكها الخاصة أو على أملاك الدولة ومشاعها. إسأل سلفك في بلدية الغبيري، كيف رُفعت كل الصور الحزبية والطائفية عن طريق مطار رفيق الحريري الدولي؟ وكيف انزوت كل الرايات مقابل راية الوطن الخفاقة أرزتها الخضراء.

يا سيد خنسا بيروت لها رجالها، تمهل تمهل قبل اطلاق تهديداتك؛ فزمن الأول تحوّل. صخرة الروشة لا يمنحها أحد كرامة، بل هي رمز للكرامة. واسأل أقرانك الذين عندما أتوا بيروت في يومهم الأول قبل عشرات السنوات، كيف قصدوا تلك الصخرة ووقفوا يشاهدونها بدهشة واعجاب؟ واسأل حلفاءك الايرانيين الذين خذلوك وخذلوا حزبك في "حرب الاسناد"، كيف قوافل السياح منهم تجعل من صخرة الروشة محطة سياسية لالتقاط صورة لعلها تنفعهم في غذاء الكرامة.

بيروت يا سيد خنسا، مرّ عليها من أمثالك الكثيرون. طغوا وتجبروا. هددوا وقتلوا وخطفوا واحرقوا. لكنهم ذهبوا جميعاً منهزمين منكسرين مطأطئي الرؤوس. فيما بقيت بيروت سيدة العواصم.

يا سيد خنسا، أمين عام حزبك طلب فتح صفحة جديدة. فما بالك تُقلّب بدفتر قديم.. اسمه دفتر الحقد والبغض والكراهية.

اتقِّ الله بوطنك وأهلك وناسك. لقد أنهكتهم بإرهاصاتك.

وفي الختام سنقول لك في بيروت، كما قالوا لك في دمشق. يا سيد خنسا بيروت لنا إلى يوم القيامة.



جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط

أخبار ذات صلة