دولي وعربي


كير ستارمر: لماذا اعترفتُ بالدولة الفلسطينية؟

الأربعاء 24 أيلول 2025 - 0:08

 

نشر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مقالة في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تحت عنوان " لماذا اعترفتُ بالدولة الفلسطينية؟" جاء فيها:

أعلم أن قراري الاعترافَ بالدولة الفلسطينية سيثير القلق والغضب لدى كثيرين في إسرائيل. لذلك، وكصديق لإسرائيل، أود أن أشرح هذا القرار، والسبب الذي يدفعني إلى اعتقاد أنه خطوة ضرورية من أجل السلام وتطبيع العلاقات بين إسرائيل وجيرانها والمنطقة بِأَسْرِهَا.

أولاً، أود أن أقول إن وضْع الرهائن يشغلني باستمرار؛ فقد التقيتُ عائلات الرهائن البريطانيين، وأرى المعاناة اليومية التي يمرون بها. وعن طريق عائلتي الممتدة في إسرائيل، فأنا مدرك للألم العميق والمعاناة النفسية اللذَين رافقا العامين الماضيَين، منذ "الفظائع الرهيبة" لهجوم "حماس" في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

لذلك، أكرر دعوتي إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن، وسنواصل دعم كل جهد لإعادتهم إلى ديارهم. أعتقد أن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار واتفاق سلام طويل الأمد ستقربنا من اليوم الذي سيتم فيه إطلاق سراحهم.

لكن إذا استمر وضع المنطقة على هذا المسار الحالي من العنف والمعاناة المتزايدَين، فإن هذا لا يخدم أحداً، فالألم والمعاناة في إسرائيل لا يُحتملان، كما أن الموت والدمار والمجاعة في غزة كلها أمور لا يمكن تحمُّلها. لذا، يجب أن ينتهي هذا الوضع، وأناشد الحكومة الإسرائيلية بوقف الهجوم، وتوفير المساعدات لقطاع غزة.

يستحق الأبرياء من كلا الجانبين فرصة لإعادة بناء حياتهم. يجب أن نغير الاتجاه؛

فمن وجهة نظري، لن يتحقق سلام دائم إلاَّ عندما تكون إسرائيل آمنة ومستقرة إلى جانب دولة فلسطينية مستقرة، وحالياً، لا نملك هذا ولا ذاك.

ولهذا السبب، نحن نبني إجماعاً مع قادة في المنطقة وخارجها بشأن إطار خطتنا للسلام، وهذه ليست خطة سلام بديلة، إنما خطة أوسع تهدف إلى توحيد الجميع – إسرائيل، والدول العربية، والولايات المتحدة، وآخرين – بشأن رؤية مشتركة وسلسلة من الخطوات التي يمكن أن تأخذنا من وقف إطلاق النار في غزة إلى مفاوضات بشأن حل دائم للصراع.

  • وضمن هذا الإطار، اعترفنا بالدولة الفلسطينية؛ فالتقدم نحو السلام والتطبيع لا يمكن أن يتم من دون الاعتراف بدولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيلويجب أن يكون واضحاً أن هذا الاعتراف لا يعني فقط دعْم مبدأ حل الدولتين، بل أيضاً رفْض المتطرفين الذين يحلمون بتدمير إسرائيل، وأولئك الذين يسعون لطرد السكان الفلسطينيين.
  • ولِمَنْ يقول إن هذا الحل مكافأة لـ"إرهابيي" "حماس"، أود أن أوضح سبب أن هذا الكلام غير صحيح؛ دَعْوَتُنَا إلى حل حقيقي للدولتين هو النقيض التام لرؤيتهم المملوءة بالكراهية، ومعناه أن "حماس" لن يكون لها أي دور في المستقبل، لا في الحكم ولا في الأمن.
  • بريطانيا صنفت "حماس" كمنظمة "إرهابية"، وفرضت عليها عقوبات، ونحن لا نكتفي بذلك؛ فقد أصدرتُ تعليماتي للعمل على فرْض عقوبات إضافية على قادة "حماس" في الأسابيع المقبلة.
  • ولِمَن يخشون أن الدولة الفلسطينية ستهدد إسرائيل، أؤكد لكم أننا سنعمل مع شركائنا حول العالم لضمان ألاَّ يحدث ذلكموقفنا واضح؛ يجب أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، ولن يكون لها جيش ولا سلاح جو، والرئيس عباس نفسه دَعَمَ هذا المبدأ، وكذلك دَعَمَ إصلاحاً شاملاً للسلطة الفلسطينية.
  • ولِمَنْ يخافون من فوز "حماس" في الانتخابات وسَيْطَرَتِهَا على الضفة الغربية، فإن موقفنا واضح؛ لن يُسمح لأي حزب بالمشاركة في الانتخابات الفلسطينية ما لم يلتزم مبدأ السياسة اللاعنفية، وهذا هو الوقت لتغيير المسار، والعودة إلى طريق السلام.
  • نحن نريد أن نرى مستقبلاً يمكن فيه للناس العاديين أن يعيشوا بلا عنف أو إرهاب، وتتمتع فيه إسرائيل بعلاقات طبيعية مع كل جيرانها، بما في ذلك دولة فلسطينية مستقرة ومُحِبَّةٍ للسلام، يمكن لها فيه أن تزدهر بأمان وسلام.
  • أود أن أعمل مع إسرائيل للحفاظ على هذا الأمل حياً، وبروح هذا الأمل، أتمنى للجميع سنة جديدة مملوءة بالسلام والصحة والسعادة. سنة طيبة وحلوة.

 



جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط

أخبار ذات صلة