
السبت 11 تشرين الأول 2025 - 0:06
أعلنت زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، في فيديو نشره فريقها الإعلامي، أنها "تحت وقع الصدمة" بعد تلقيها خبر فوزها بجائزة نوبل للسلام يوم أمس الجمعة.
ومن المقرر تسليم جائزة نوبل للسلام، التي تبلغ قيمتها 11 مليون كرونة سويدية (حوالي 1.2 مليون دولار)، في حفل يقام في أوسلو في العاشر من ديسمبر، وهو يوم ذكرى وفاة ألفريد نوبل، مؤسس الجوائز في وصيته عام 1895.
وجاء في بيان إعلان النتيجة: "جائزة نوبل للسلام لعام 2025 تُمنح لامرأة شجاعة ومتفانية في الدفاع عن السلام، تُبقي شعلة الديموقراطية متّقدة وسط ظلامٍ متزايد.
قرّرت اللجنة النرويجية لجائزة نوبل منح جائزة نوبل للسلام لعام 2025 لماريا كورينا ماتشادو تقديراً لعملها الدؤوب في الدفاع عن الحقوق الديموقراطية لشعب فنزويلا، ولنضالها من أجل تحقيق انتقال عادل وسلمي من الديكتاتورية إلى الديموقراطية.
بوصفها زعيمة حركة الديموقراطية في فنزويلا، تُعدّ ماريا كورينا ماتشادو من أبرز النماذج المعاصرة للشجاعة المدنية في أميركا اللاتينية. لقد كانت شخصية محورية وموحِّدة في صفوف المعارضة السياسية التي كانت منقسمة في السابق، إذ ساهمت في إيجاد أرضية مشتركة تقوم على المطالبة بالانتخابات الحرّة وبنظام تمثيلي للحكم. وهذا جوهر الديموقراطية بالضبط: استعدادنا المشترك للدفاع عن مبادئ حكم الشعب، رغم اختلافنا في الآراء. وفي زمنٍ تتعرض فيه الديموقراطية للخطر، يصبح الدفاع عن هذه الأرضية المشتركة أكثر أهمية من أي وقت مضى".
وتابع البيان: "قبل انتخابات عام 2024، كانت ماتشادو المرشحة الرئاسية للمعارضة، لكن النظام حال دون ترشّحها. فدعمت مرشحاً من حزب آخر هو إدموندو غونزاليس أوروتريا. حشد مئات الآلاف من المتطوعين جهودهم عبر الانقسامات الحزبية، وتدرّبوا كمراقبين انتخابيين لضمان انتخابات شفافة ونزيهة. وعلى الرغم من مخاطر المضايقة والاعتقال والتعذيب، وقف المواطنون في مختلف أنحاء البلاد يحرسون مراكز الاقتراع، وسجّلوا النتائج النهائية قبل أن يتمكّن النظام من تدمير الأوراق أو تزوير النتائج. كانت جهود المعارضة الجماعية، قبل الانتخابات وخلالها، مبتكرة وشجاعة وسلمية وديموقراطية في آنٍ واحد".
وختم البيان: "ماريا كورينا ماتشادو تفي بكلّ المعايير الثلاثة التي نصّ عليها ألفرد نوبل في وصيته لاختيار الفائزين بجائزة السلام. لقد وحّدت صفوف المعارضة في بلادها، ولم تتراجع أبداً أمام عسكرة المجتمع الفنزويلي، وظلّت ثابتة في دعمها للانتقال السلمي إلى الديموقراطية. لقد أثبتت ماريا كورينا ماتشادو أن أدوات الديموقراطية هي نفسها أدوات السلام. فهي تجسّد الأمل في مستقبلٍ مختلف، مستقبلٍ تُصان فيه الحقوق الأساسية للمواطنين وتُسمع فيه أصواتهم، مستقبلٍ يعيش فيه الناس أخيراً بحرية وسلام".
المولد والنشأة
وُلدت ماريا كورينا ماتشادو في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 1967 في العاصمة الفنزويلية كاراكاس، وهي ابنة عالمة النفس كورينا باريسكا ورجل الأعمال هنريك ماتشادو زولواجا، وهي الكبرى بين 4 شقيقات. وأظهرت منذ صغرها اهتماما بالشؤون العامة في فنزويلا.
تزوجت ماتشادو من رجل الأعمال الفنزويلي ريكاردو سوسا رودريغيز، وأنجبا 3 أبناء، هم: آنا، وريكاردو، وأندريس، وتطلقا بعد سنوات عدة.
الدراسة والتكوين العلمي
درست ماتشادو الهندسة الصناعية في جامعة أندريس بيلو الكاثوليكية، إحدى أبرز المؤسسات التعليمية في فنزويلا، وشغلت أثناء دراستها منصب مديرة مجلة الجامعة ورئيسة مركز طلاب كلية الهندسة.
وحصلت لاحقا على ماجستير في التمويل من معهد الدراسات العليا للإدارة في كاراكاس، وكانت الأولى على دفعتها. وشكلت مؤهلاتها الأكاديمية أساساً متيناً لمسيرتها السياسية المستقبلية.
كما تخرجت من برنامج القادة العالميين في السياسيات العامة في جامعة ييل بالولايات المتحدة الأميركية.
الجوائز والأوسمة
حصلت ماتشادو على عدد من الجوائز والأوسمة أثناء مسيرتها السياسية، من أبرزها:
- جائزة تشارلز تي مانات عام 2014 من المؤسسة الدولية للأنظمة الانتخابية.
- جائزة كورتيز دي قادس للحرية في إسبانيا عام 2015.
- جائزة ساخاروف لحرية الفكر من البرلمان الأوروبي عام 2024.
- جائزة فاتسلاف هافل لحقوق الإنسان من مجلس أوروبا.
- جائزة الديمقراطية الدولية عام 2024 من الجمعية الدولية للمستشارين السياسيين.
- جائزة كلارا كامبوامرو عام 2025 من بلدية مدريد.
- أدرجتها مجلة تايم ضمن قائمة أكثر 100 شخصية تأثيراً في العالم عام 2025.
- جائزة نوبل للسلام عام 2025.
جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط