الأربعاء 24 كانون الأول 2025 - 0:05
كتب المحلل العسكري في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية آفي أشكنازي مقالة تحت عنوان: "الجيش الإسرائيلي ينتظر قرارات الاجتماع في فلوريدا بشأن ملفَّي لبنان وإيران". جاء فيها:
إن الأوضاع في الشرق الأوسط أصبحت في الفترة الأخيرة شبه خيالية. ففي الأيام الماضية، شنّ الجيش الأميركي هجماتٍ على محافظة إدلب السورية، استهدفت معاقل تنظيم "داعش" هناك. وكانت الضربات شديدة القوة، وأوضحت الولايات المتحدة أنها جاءت رداً على حادثةٍ وقعت قبل أسبوع، عندما نصب تنظيم "داعش" كميناً لدوريةٍ تابعة للجيش الأميركي في شرق سورية، الأمر الذي أدى إلى مقتل جنديَّين أميركيَّين ومترجمٍ أميركي كان يرافق القوة.
وبالتزامن مع العملية الأميركية، نفّذت قوات الجيش الإسرائيلي التابعة لفرقة "الجولان" عملياتٍ في مناطق عديدة من جنوب الجولان السوري. وأفاد الجيش الإسرائيلي في نهاية الأسبوع بأن قوات الكتيبة 52، التابعة للواء الجولان (474)، أنهت خلال الأسبوع عمليةً ليلية في منطقة الرفيد، جنوب سورية، جرى خلالها اعتقال مشتبه فيه متورّط في نشاط إرهابي، بتوجيهٍ من تنظيم "داعش". ونُفّذت العملية بالتعاون مع محقّقي الميدان في الوحدة 504، وتم نقل المشتبه فيه إلى داخل إسرائيل للتحقيق.
يسود القلق في الولايات المتحدة وإسرائيل؛ ففي الأيام الأخيرة، يواجه نظام الرئيس السوري اختباراً كبيراً، إذ ظهرت تصدُّعاتٌ واضحة في قدرته على الحكم داخل دمشق ومناطق أُخرى من سورية، وهناك عناصر داخل معسكره تحاول تحدّي خطواته الأخيرة، وبشكل خاص تقرُّبه من الغرب. وترصد أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية محاولات تنظيم "داعش" استعادة نشاطه في جنوب البلد، الأمر الذي ربما يؤدي إلى زعزعة الاستقرار.
حالياً، هناك توافُقٌ واحدٌ فقط بين إسرائيل والولايات المتحدة فيما يتعلق بالتحركات العسكرية في المنطقة، إذ تدرك الدولتان ضرورة تعزيز موقع أحمد الشرع في مواجهة التهديدات التي يمكن أن تزعزع حُكمه، وفي الوقت عينه، تهدد الاستقرار الإقليمي وتعيد تقوية المحور الشيعي: إيران، العراق- سورية ولبنان.
أمّا قضية غزة، فيبدو كأنها شبه محسومة؛ فالتقدير في إسرائيل هو أن حركة "حماس" ستتحرك في الأيام القليلة المقبلة تجاه حركة الجهاد الإسلامي من أجل إعادة جثمان الجندي المختطف القتيل، وهو ما سيسمح ببدء المرحلة الثانية من الاتفاق.
في هذه الأثناء، ينتظر الجيش الإسرائيلي القرارات التي ستُتخذ في ولاية فلوريدا خلال الأسبوع المقبل. وفي نظر الجيش، تتعلق هذه القرارات بملفَّي لبنان وإيران، بينما تستمر القوات في العمل على مدار الساعة، الذي لا يتوقف لحظة واحدة في شعبة الاستخبارات العسكرية وقيادة المنطقة الشمالية والفرقة 91. فقبل يومٍ واحدٍ فقط، نفّذ الجيش الإسرائيلي عدداً من عمليات الاغتيال في لبنان، حيث قُتل ثلاثة مسلحين في منطقة صيدا بواسطة سلاح الجو، وقبل ذلك بساعات، جرى القضاء على مسلحَين في بلدة ياطر في منطقة بنت جبيل.
منذ نهاية الأسبوع، قُتل أربعة عناصر من حزب الله في الجنوب اللبناني. وتهدف هذه العمليات الأخيرة، أولاً، إلى خلق استمرارية في فرض الردع وتعزيزه؛ أمّا احتمال اندلاع قتالٍ واسع النطاق في لبنان، فهو معقّد بالنسبة إلى الأميركيين، لكنه معقّد أيضاً لأسباب أبسط كثيراً، بينها الظروف الجوية. فإدارة قتالٍ مكثّف تتطلب طقساً مستقراً من دون عواصف، أو غيوم كثيفة، وذلك لضمان استمرارية العمليات واستغلال تفوُّق الجيش الإسرائيلي، الذي يشمل منظومات المراقبة وسلاح الجو والنيران الدقيقة.
أمّا فيما يخص إيران، فالقصة مختلفة وأكثر تعقيداً، والجيش الإسرائيلي يعدّ الخطط العملياتية للهجوم، إلى جانب الاستعداد للدفاع عن الجبهة الداخلية، بهدف منع إيران من بناء ترسانة من الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة. ويبدو كأن الجيش الإسرائيلي سيُطالب في الجولة المقبلة مع إيران بحرمانها قدراتها الصاروخية، بما في ذلك تدمير المئات من منصات الإطلاق والصواريخ ومصانع الإنتاج وأنفاق الإطلاق.
*نقلاً عن مجلة الدراسات الفلسطينية
جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط



