الاثنين 3 تشرين الثاني 2025 - 0:00
خاص (أيوب)
تشهد جمعية الكشاف المسلم في لبنان حالة اعتراض بيروتية واسعة تتمثل في توجيه عريضة من قادة مفوضية بيروت إلى القائد للعام للجمعية مروان غزال.
جمعية الكشاف المسلم في لبنان، تُعدّ صرحاً تربوياً عريقاً، ومن أعرق الجمعيات الكشفية في الشرق. لكنّ هذا الصرح يشهد حالياً زلزالاً تنظيمياً يهدد استقراره بعد عقود من الثبات، بدأت شرارته بعريضة اعتراض غير مسبوقة من قادة مفوضية بيروت، والخوف أن تتكرر من قادة مفوضيات أخرى.
إن الأزمة التي بدأت باعتراض 85% من قادة مفوضية بيروت على تعيين مفوضها، والمطالبة بتطبيق مبادئ الأحقية، الكفاءة، والقبول، تضاعفت خطورتها مع ورود أنباء عن تململ مشابه في مفوضية البقاع على خلفية تعيين القائد مصعب ذيب كمفوض لها. هذا التكرار ليس مصادفة، بل هو عرض لأزمة أعمق تهدد النسيج القيادي للجمعية.
الجذور الحقيقية للأزمة: انقسام "الفريق الواحد" وخطورة تقاسم الحصص
تكمن الخطورة الحقيقية في تعنت القيادة العامة (المفوض العام ورئيس الجمعية) وإصرارها على عدم الإصغاء إلى صوت القادة الذين "أنصتوا لكن لم يُصغَ لهم"، ويعود ذلك إلى خلفيات تنظيمية داخلية معقدة.
- صراع الأجندات الداخلية: تتردد أنباء قوية أن سبب التمسك بالقرارات المثيرة للجدل، هو وجود تدخلات خارجية، وانقسامات حادة داخل الفريق الواحد الذي خاض الانتخابات الرئاسية. فكل فريق بات لديه أجندته الخاصة التي يعمل عليها، ويريد من خلالها تحقيق مكاسب شخصية.
- عملية "تقاسم الكعكة": المحصلة هي أن عملية تقاسم للحصص والمناصب، قد بدأت مفاعيلها تظهر على الأرض. وبدلاً من أن تكون التعيينات مبنية على الأحقية والكفاءة في الميدان الكشفي، باتت خاضعة لـ"محاصصة" داخلية لإرضاء أطراف الائتلاف الفائز، ونتيجتها المباشرة هي اعتراضات بيروت والبقاع.
علامات التململ داخل القيادة العامة
هذا الأداء القيادي، الذي يتغلب فيه "التعنت" على "الشورى" والمصلحة العامة، بدأ يولّد تململاً حتى في أروقة القيادة العامة نفسها:
- انشقاقات إدارية: هذا الأداء انبثق عنه اعتراضات من الأعضاء، كان آخرها انسحاب أحد القادة المعروفين من إحدى المجموعات الإدارية الهامة للجمعية على تطبيق "الواتس آب"، وهو مؤشر على عمق حالة عدم الرضا عن المنهجية المتبعة.
من ثبات الثلاثين عاماً إلى خطر الانهيار
تكتسب هذه الخلافات خطورتها القصوى إذا ما قورنت بتاريخ الجمعية. فقد شهدت جمعية الكشاف المسلم استقراراً تنظيمياً دام أكثر من ٣٠ عاماً في عهد القائد العام السابق عمر سلطاني.
أما اليوم، فإن عهد القائد الجديد، وما صاحبه من خلافات على "تقسيم الحصص"، بات يشكل خطراً كبيراً يحدق بأعرق جمعية كشفية في الشرق. إن التحدي هنا يتجاوز مجرد تعيين مفوض؛ إنه يمسّ جوهر العمل التربوي، ويضع مصير الأجيال التي تتطلع إلى هذه الجمعية على المحك.
يجب على القيادة العامة أن تنحاز للحكمة ولقادتها الذين نذروا أنفسهم لخدمة بيروت التي هي "أمانة"، قبل أن تتسع رقعة التصدع، ويصعب تداركها.
جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط



