منوعات


مرفأ طرابلس: منفذ اللبنانيين للنجاة من الحرب



الخميس 3 تشرين الأول 2024 - 0:02

كتبت (تالا غمراوي)

بعدما بات مطار رفيق الحريري منفذاً صعباً جداً للبنانيين الراغبين بالهرب من جحيم الحرب، حيث علم "أيوب" أنّ الحصول على بطاقات للسفر عبر الخطوط الجوية اللبنانية حتى نهاية شهر تشرين الأول، محصور بحاملي الجنسيات المحظية ابتداء من الأميركية ووصولاً إلى الجنسيات الأوروبية، تحوّل مرفأ طرابلس المنفذ الوحيد المتاح للبنانيين للتوجه إلى مدينة مرسين التركية ومنها إلى بقاع الأرض الواسعة.

ارتفاع الطلب

منذ بداية الحرب في الجنوب، وتزامناً مع الهجوم الإيراني على إسرائيل مؤخراً، وبعد وقف الملاحة، ارتفع الطلب بشكل هائل على السفر عبر البحر، كخطة بديلة في حال تطورت الأوضاع الأمنية وتوقف عمل المطار،  بحسب ما تقوله سهى نافع موظفة في مكتب للسفريات لـ"أيوب".

وأضافت: "نتلقى عشرات الاتصالات يومياً من أشخاص للاستفسار عن رحلات السفر، ليتفاجأوا أنهم لا يتمتعون بالشروط القانونية للسفر،  لجهة جواز السفر، هؤلاء يطلبون السفر إلى قبرص أو تركيا وتُواجه طلباتهم بالرفض لأن المطلوب هو جواز سفر صالح".

وتابعت: "هناك تشدد على الشروط لأنه في حال لا يستوفي المركب شروط سلامة البحار، فإنه يُمنع من المغادرة من قبل الوزارة والجمارك. وكي يحصل المركب على شهادة سلامة الإبحار، فذلك يعني أنّ لديه تأميناً شاملاً على المركب والركاب، ويستوفي كافة شروط السلامة العامة، لجهة قوارب النجاة وسترات النجاة.

وعن سعر التذكرة قالت: يبدأ سعر التذكرة ب 250$ للفرد وتحت السنتين 150$ إضافة لحجز سرير للمنامة 100$. تنطلق الرحلة كلّ ثلاثاء وخميس من طرابلس إلى تركيا (tasucu) قريبة من مرسين، مدتها 9 ساعات".

يروي أحد النازحين الجنوبيين في مدينة طرابلس لـ"أيوب" أنّ الكثير من المواطنين توجّه إمّا بسيارته أو عبر "التاكسي" إلى سوريا. هناك مواقف عدّة في طرابلس للعودة إلى سوريا، مع أنّ الكثير منهم يخشى استهدافه عبر الطائرات الإسرائيلية كما حدث على الحدود اللبنانية- السورية أكثر من مرّة، لكنّ الاتكال على الله هو من يُنجينا من هذه الأزمة. لو كانت لي القدرة على دفع ثمن تذكرة الهروب بالبحر أنا وعائلتي لذهبت".

ويضيف: "يُمكن لبعض النازحين الذي تمكّن من سحب أمواله قبيْل الهرب، التوجّه نحو المرفأ، لكن من لا يملك المال كيف يُمكنه تأمين أكثر من مئتيّ دولار للتذكرة في ظروف حرب؟".

رحلات السفر

في خطوة لافتة من مالك شركة "السيوايز" للنقل البحري محمد خضر يوسف، أعلن عن بدء الرحلات البحرية والتجارية من مرفأ طرابلس بعد أن علقت عدد من الدول رحلاتها الجوية إلى مطار رفيق الحريري الدولي.

هذه الخطوة لاقت ترحيباً لدى المواطنين الذين بدأوا بالسفر بحراً حيث أكّد نقيب عمال مرفأ طرابلس أحمد سعيد  دعمه الكامل للرحلات التي تنظمها شركة "السيوايز" التي اعتبرها بديلاً آمناً، في ظل الأزمة التي لحقت بمطار رفيق الحريري، وبعد التهديدات والتوترات التي تشهدها الساحة الجنوبية بين حزب الله وإسرائيل، حيث باتت الحرب تهدد العاصمة بيروت أيضاً.

محطة إجلاء وسفر؟

يشير مصدر مطلع في مرفأ طرابلس لـ"أيوب"، إلى أنّ خط الركاب الأسبوعي الذي ينطلق دورياً من المرفأ منذ نحو 13 عاماً، ارتفع نشاطه في الأسابيع الأخيرة، ولا سيما بعد الارتباك الكبير الذي شهده مطار رفيق الحريري الدولي، تحسباً لمخاطر أمنية محتملة في حال وقوع أيّ حدث استثنائي، سيكون مرفأ طرابلس، مؤهلاً للقيام بمختلف الأدوار التجارية، ويشكل معبراً رئيسياً لإجلاء النازحين واللاجئين، وأيضاً لاستيراد مئات الأطنان من المواد الغذائية.

وحسب المصدر، سافر ما لا يقل عن 60 شخصاً بحراً عبر مرفأ طرابلس، بعد إلغاء رحلاتهم من قبل شركات الطيران، حين توجهوا إلى ميناء تاشوجو جنوب مرسين، الذي يبعد نحو 150 كيلومتراً عن مطار أضنة.

لذا، سيكون مرفأ طرابلس معبر لبنان إلى الخارج، وصمام أمنه الغذائي، إذا ما تعرضت بيروت لأي خطر أو عدوان إسرائيلي.



جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط

أخبار ذات صلة