
الخميس 20 آذار 2025 - 0:14
كتب (القاضي عبد الرحمن الحلو)
ليلةٌ أَكثرُ نَدْرةً.
منذُ ثمانٍ سنواتٍ، اتَّفق مجيء ليلة السّابع والعشرين من شهر رمضان المبارك لعام 1438هـ بليلة الحادي والعشرين من حزيران 2017م، وهو تزامن مع ليلة القَدْر مع ليلة الانقلاب الصَّيفي.
كتبتُ يومذاك كُليمةً بعنوان «ليلة نادرة»، اختصرتُ فيها القول بأن "اقتران ليلة السّابع والعشرين من رمضان مع ليلة الحادي والعشرين من حزيران هو حدثٌ يتزامن فيه أمرٌ تدوينيّ مع أمرٍ تكوينيّ".
وختمتُ ذلك بقولي: "ولعلَّ الله تعالى يحيينا إلى تزامن ليلة الحادي والعشرين من رمضان مع ليلة الحادي والعشرين من آذار؛ عند الاعتدال الرَّبيعيّ، فهي إذ ذاك أرجى الليالي القَدْريَّة؛ على ما حقَّقه العُرَفاء من أهل الله تعالى".
تكرار الظاهرة الكونية
هذا العام (2025م)، تزامنت ليلة الحادي والعشرين من رمضان مع ليلة الحادي والعشرين من آذار، وهو تساوق مع الاعتدال الرَّبيعيّ، وهذه ظاهرةٌ كونيَّةٌ متفرِّدة، ولن تتكرر إلا في عام 2090م، بالتَّوافق مع الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1513هـ.
وقد نُسب لسيِّدي الشَّيخ محيي الدِّين (قدَّس الله سره) نظامٌ في ضابط ارتقاب ليلة القَدْر، تبعًا لليوم الأوَّل من بداية شهر الصَّوم، ومنه قوله:
"وإنْ كانَ يَوْمُ السَّبْتِ أَوَّلَ صَوْمِنا فحادي وعشرين اعتمدْهُ بلا عُسْرِ"
وفي هذا العام اجتمعت ثلاث ظاهراتٍ نادرةٍ:
1.تزامن أرجى ليالي القدر مع ليلة الحادي والعشرين من آذار بالتَّواقتِ مع الاعتدال الرَّبيعيّ.
2. توافقها مع ليلة الجمعة، والتي هي عند أهل الله تعالى أرجى ليالي القَدْر.
3.ورودها في ليلة الوتر بعد النصف من رمضان، وفق الضابط الذي قال فيه الشَّيخ الأكبر:
"وضابطُها بالقول ليلةُ جمعةٍ توافِيكَ بعدَ النِّصفِ في ليلةِ الوَتْرِ"
وبهذا، فإنَّ ليلة الحادي والعشرين من رمضان لهذا العام (1446هـ)، والتي توافق ليلة الجمعة 21 آذار 2025م، هي أرجى الليالي القدرية.
حقيقة القيام في ليلة القدر
ليلة القدر ليلةٌ قصيرةٌ على الأحباب، فهي ليلةُ مسامرةٍ واجتذاب، وارتفاع حجاب، وفهوانيَّة خطاب..
فليحرص كلُّ مؤمنٍ على القيام فيها لحِقِّ رَبِّهِ، لا لحِظِّ نَفْسِه.
بشامون، في 17/3/2025م.
بقلم: عبد الرَّحمن ابن ديب الحلو
لقراءة النص كاملاً:
جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط