خاص أيوب


انتخابات بيروت: مين عنده بدله وكرافات؟

الخميس 27 تشرين الثاني 2025 - 0:00

خاص (أيوب)

على قاعدة "قصقص ورق ساويهم ناس"، تشهد الدائرة الثانية في العاصمة بيروت طوفاناً من المرشحين للانتخابات النيابية على كافة المقاعد بتنوع طوائفها ومذاهبها. إلا أنّ الطوفان الأكبر هو ما تشهده المقاعد السنيّة من طفرة للأسماء المطروحة للترشح.

الترشح للانتخابات النيابية أو البلدية حق لكل مواطن لبناني يكفله الدستور والقوانين المرعية الإجراء. إلا أنّ ما تشهده بيروت وبخاصة على صعيد المقاعد السنيّة يلامس المسرحية الكوميدية إن من حيث الاسماء المطروحة، أو من حيث المتنطحين للانتخابات من دون أن يطرحهم أحد. فترى مرشحاً دائماً في كل استحقاق انتخابي لم يُطلق موقفاً سياسياً أو مجتمعياً منذ ما يزيد عن الأربع سنوات. إلا أنه يملك في رصيده كمّاَ هائلاً من الصور الفوتوغرافية لمشاركتها في المناسبات الاجتماعية، اضافة إلى كمٍّ هائل من ربطات العنق المتنوعة بالالوان والاشكال. فيما مرشح آخر يشارك في كل اللقاءات البيروتية. إلا أنّ كل الحاضرين لهذه اللقاءات لم يسمعوا منه تعليقاً أو مداخلة أو موقفاً كي يبنوا رأيهم عليه.

وتذهب الامور إلى مرشح ثالث لا يفوّت مشروعاً بلدياً أو غير بلدي من دهان طريق، أو تبليط رصيف أو غرس شجرة لمؤسسة ما، أو جمعية ما، إلا ويسارع لالتقاط الصور معها وكأنه هو من يقف خلف هذا المشروع. مع العلم أنّ بيروت والبيارتة لا يعرفون لا شكل محفظته ولا لون الدراهم أو الليرات فيها.

مع غياب التكتلات السياسية الحقيقية، تتحوّل الفعاليات البيروتية إلى ما يشبه فرقة الزفة الخاصة بالاعراس، والتي تنتشر اعلاناتها على طريق المطار أو في الاوزاعي. هم يشاركون في كافة المناسبات تماماً كفرقة الزفة، ويرقصون في كافة الصالات تماماً كفرقة الزفة. إلا أنّ أي مناسبة من هذه المناسبات لا تعنيهم، بل كل ما يعنيهم هو البدل المادي لاحياء تلك المناسبة. الحاضرون في قصر آل سلام يوم الأحد، أكثرهم هم الحاضرون في تجمعات النائب نبيل بدر، وأيضاً على طاولة النائب فؤاد مخزومي، وهم نفسهم أيضاً من يلتقطون الصور مع وضاح الصادق، أو يتحسرون على وسائل التواصل على أيام الرئيس رفيق الحريري؛ وكأنّ المدينة أصبحت مدينة من دون ولاءات أو من دون مبادئ سياسية.

الامر لا يختلف كثيراً عن الماكينات الانتخابية، حيث إنّ أكثر الماكينات التي تعمل في بيروت والتابعة لهذا النائب أو ذاك الحزب أو التيار تشبه كل شيء الا مصطلح الماكينات الانتخابية كما يصنفها العلم واهل الخبرة. فالمعركة عند الجميع تبدأ من عند دكان الفول الشهير المعروف "السوسي"، وكأنّ بيروت يختصرها "السوسي" مع كل الاحترام لهذا المحل العريق، أو كأنّ وجبة الفول الصباحية، هي مفتاح انتخابي في بيروت.لا برامج سياسية ولا خطط انتخابية، فقط القاعدة السائدة هي "احمل لكنة البيروتية والحقني".

أشهر قليلة تفصل عن الانتخابات النيابية يمكن تأكيده 3 امور:

1- إنّ أي مرجعية سياسية لم تصل بعد الى مرحلة اختيار أعضاء لائحتها.

2- أكثر المرشحين لا يملكون تكلفة حملتهم الانتخابية، وينتظرون مدداً يعتقدون أنه سيأتي وهو  لن يأتي.

3- أكثر الاسماء المطروحة للترشيح لا دخل لها بالسياسة، ولا تفقه شيئاً من السياسة، ولا تملك القدرة على التفريق بين السياسة وترقيع حفر "حي الطمليس".

وللكلام تتمة.



جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط

أخبار ذات صلة