اقتصاد


الذهب إلى 5 آلاف دولار للأونصة؟

الأحد 12 تشرين الأول 2025 - 0:00

هل يمكن ارتفاع سعر أونصة الذهب إلى مستوى تاريخي آخر، وهو 5 آلاف دولار، بعد وصوله إلى حافة الـ 4 آلاف دولار وتخطّاها في الأيام المنصرمة؟ يقول مقال منشور في 10 الشهر الجاري، في موقع "آسيا تايمز" (Asia Times): إن أي شخص يظن أن اندفاع الذهب صعوداً يمثّل حالة من الحماس المفرط غير العقلاني، لا يُولِي الاهتمام الكافي للحالة البائسة التي ترزح فيها اقتصادات مجموعة الدول الصناعية السبع (كندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة). بل إن توقع "غولدمان ساكس" (Goldman Sachs)، وهو مجموعة مصرفية استثمارية أميركية، بأن سعر أونصة الذهب سيصل إلى 5 آلاف دولار - في حين أن سعره الحالي يقارب 4 آلاف دولار - ليس تعبيراً عن جنون المضاربات، بل هو استجابة منطقية للمخاوف السائدة من أن كل عملات الدول الصناعية الكبرى تعاني من الاضطرابات. فما هي المؤشرات التي تدل على الارتفاع المتوقع لسعر لذهب؟

- إن ديون الحكومة الأميركية تقترب من 37 تريليون دولار، مما يدفع وكالات التصنيف إلى إعادة تقييم الوضع المالي للاقتصاد الأكبر في العالم.

- في فرنسا، الأزمات السياسية والمالية تجعل صندوق النقد الدولي يُقيّم احتياطيات البلاد المتاحة.

- ألمانيا، في صراع مع احتمالية الركود الاقتصادي، فقد انخفض الإنتاج الصناعي بنسبة 4.3٪ في آب مقارنة مع تموز.

- في بريطانيا، ثمة تساؤل عن مدى قدرة البلاد على تفادي أزمة شبيهة بتلك التي عاشتها في السبعينيات مع صندوق النقد، وذلك بعد ثلاث سنوات من الكارثة التي تسبّبت بها رئيسة وزراء بريطانيا السابقة ليز تراس (Liz Truss) خلال 44 يوماً فقط من حكمها القصير عام 2022، ففقدت أسواق المال آنذاك 500 مليار دولار.

- في اليابان، تستعدّ الأسواق لموجة جديدة من التحفيز المالي والنقدي، من خلال السياسات المُحتملة لرئيسة الوزراء ساناي تاكايتشي، وهو ما أدّى إلى هبوط الين إلى ما دون 153 مقابل الدولار.

- قد يظن البعض بأن اليوان الصيني على وشك إنقاذ الموقف. إلا أن غياب قابلية التحويل الكاملة لليوان، واستقلالية بنك الصين الشعبي، مما يحدّ من قدرة هذه العملة على أن يصبح ملاذاً آمناً، جذّاباً أو عملياً، على الرغم من قوة الاقتصاد الصيني المنافس للاقتصاد الأميركي.

عاصفة الذهب

هذه اللحظة تبدو وكأنها تولّد عاصفة مثالية تدفع إلى الطلب على الذهب، وقد تكون البداية فقط. وعادة ما يتخلّى المستثمرون عن الدولار والعملات الورقية الأخرى ليتجنّبوا التضخم، مخاطر العملة، أو عدم الاستقرار الجيوسياسي. اليوم، كلٌّ من هذه العوامل تدفع رؤوس الأموال إلى شراء الذهب بطرق ينبغي أن تثير قلق الحكومات في كل مكان.ومنأكبر المخاوف العالمية — والتي تمثل ربحاً للذهب — هي تهديد الرئيس الأميركي ترامب لاستقلال الاحتياطي الفيدرالي، فيما كانتوزارة الخزانة في عهد ترامب في ولايته الأولى، وأيضاً في عهد بايدن قبله، تستخدم الدولار كأداة دبلوماسية، مما ألحق أضراراً بثقة المستثمرين في الدولار.وأُضيف إلى ذلك، المحاولات الأخيرة لترامب من أجل تحفيز الاقتصاد الأميركي عبر أمرين: خفض سعر الفائدة، ورفع الرسوم الجمركية، وهو ما يجعل الذهب أكثر أمناً من سندات الخزينة الأميركية. وعلى هذا، لو تحوّل 1٪ فقط من حيازات الأفراد لسندات الخزانة إلى الذهب، فإن المعدن الأصفر قد يقفز نحو مستوى 5 آلاف دولار للأونصة.

ويتوقع محلّلون ماليون، أن تستمر أسعار الذهب في الارتفاع على المدى القريب، وإلى النصف الأول من 2026. قد تنخفض الأسعار قليلاً في النصف الثاني من العام المقبل، إلا أن مسار الأسواق العالمية يدفع الذهب إلى "مستويات قياسية جديدة".



جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط

أخبار ذات صلة