
الأربعاء 5 حزيران 2024 - 0:01
"دولة الرئيس نجيب ميقاتي هل أنت راضٍ وموافق على إقامة هذا المهرجان في مدينتك ومؤسساتك السياحية (بيت الفن وأوتيل via mina)؟ إذا كنت موافقاً وراضياً، فهذا عار كبير لن تغفره لك المدينة ومجتمعها بتاتاً.. ولن يقبلوا أن يُعرض هذا الفيلم في طرابلس لا من قريب ولا من بعيد".
بهذه الكلمات توجّه رئيس حرّاس المدينة محمد شوك (أبو محمود) إلى الرئيس نجيب ميقاتي مستنكراً عرض الفيلم النروجي (من هي المرأة؟) الذي يروّج للمثلية الجنسية (الشذوذ). وذلك ضمن مهرجان كابريوليه السينمائي والذي تعرّفه اللجنة المنظّمة على صفحتها بالقول: ""موضوع مهرجان كابريوليه السينمائي هذا العام يتمحور حول مفهوم (الآخر) ويستمدّ الإلهام من فلسفة إيمانويل ليفيناس. كان ليفيناس يعتقد أنّ هذا (التباين) – الذي أسماه (الغيرية) – يجب الاحتفاء به، وأنّ مسؤوليتنا الأخلاقية الأساسية هي تجاه (الآخر) الذي يختلف عنّا جذرياً ومنفصلاً عن الذات… (الغيرية) مكوّن أساسي في حياة الإنسان. فهي تمثّل (التنوّع) الذي يميّز عالمنا، وهو (تنوّع) بعيد كلّ البعد عن أن يكون مصدر انقسام، بل يمكن أن يكون مصدراً ثميناً للإثراء والتشارك، من خلال احتضان (الغيرية)… تتاح لنا الفرصة للنموّ كأفراد وبناء مجتمعات أكثر شمولاً وانفتاحاً عندما نحتضن (الغيرية) كمصدر للإثراء، نفتح أيضا الباب للتعاطف والتعرّف على (الآخرين)، نطوّر حساسية أكبر للظلم وعدم المساواة، وندرك أنّ (التنوّع) كنز يجب الاحتفاء به".
من جهته ديوان طرابلس الثقافي الذي استنكر استضافة المهرجان أشار في بيان له: "من أخطر دلالات توقيت هذا المهرجان أنّه يأتي في شهر حزيران الذي خصّصته قطعان الشذوذ للاحتفاء سنوياً بالشذوذ وحقوق الشواذّ، حيث سيجري عرض الفيلم بعد أيام في 7 و8 و9 حزيران. هل يدرك القيّمون على بيت الفنّ - وعلى رأسهم رئيس جمعية العزم والسعادة- ما يفعلونه باحتضان هؤلاء المفسدين لمدّة ثلاثة أيّام على التوالي؟! إن كنتم تدرون فتلك مصيبة، وإن كنتم لا تدرون فالمصيبة أعظم.
وتوجّهوا إلى وزير الثقافة الذي نقل إقامته إلى طرابلس لرعاية موسم "طرابلس عاصمة الثقافة العربية"، والذي أشاد بطرابلس "مدينة العلم والعلماء" والذي وقف من قبل في وجه فيلم باربي المروّج للشذوذ والنسوية قائلين: هل هذا الفيلم المروّج بصراحة صارخة للشذوذ أقلّ خطورة من باربي؟ وهل هو مما يليق بعاصمة الثقافة العربية مدينة العلم والعلماء؟".
إلغاء عرض 3 أفلام؟
رئيس حراس المدينة محمد شوك (أبومحمود) وفي تصريح لـ"أيوب" أكّد أنه تواصل مع مدير مكتب الرئيس نجيب ميقاتي في طرابلس، وقال له إنّ هناك بروتوكول تعاون بين بيت الفنّ والسفارة الإسبانية، وستعرض الأفلام في المهرجان بين 7-8 -9 حزيران".
وأضاف: "قال لي حرفياً أنه تمّ إلغاء هذا الفيلم الذي أثار الضجة تحت عنوان (من هي المرأة) الذي سيعرض في 9 حزيران". فقلت له: "هذا لا يكفي علينا أن نطلع على بقية الأفلام والتي تناهز الـ34". فقال لي: "الأفلام طُلبت بشكل رسمي من السفارة الإسبانية"، مشيراً إلى أنّ "الفيلم الذي سيعرض في 9 حزيران (من هي المرأة) هو المثير للجدل لأن أحداثه تدور حول الشذوذ الجنسي بكل ما للكلمة من معنى".
وتابع: "مدير مكتب الرئيس ميقاتي بعد مرور وقت عاود الاتصال بي وقال: "لقد تمّ إلغاء ثلاثة أفلام تتكلم عن الحرية الجنسية والشذوذ الجنسي..". قلت له: "أيضاً هذا لايكفي، يجب على دار الفتوى أن تطلع على محتوى الأفلام التي ستُعرض وعليها يبنى على الشيء مقتضاه".
وختم كلامه قائلاً: " الأفلام أخذت موافقة من الأمن العام. لننتظر ونرى إن كانوا سيصدقون معنا. هل سيرسلون باقي الأفلام في الوقت الضائع في يوم العرض مثلاً؟ كل شيء وارد. نحن كحراس المدينة ندعو وزير الثقافة محمد مرتضى لمشاهدة تلك الأفلام التي ستعرض لأنّ أهل المدينة لن يقبلوا بأن يمر محتواها مرور الكرام، وما وصل لوزير الثقافة من بيت الفن غير دقيق بتاتاً".
ما هو موضوع فيلم "من هي المرأة"؟
وفقاً لتعريف لجنة المهرجان، تدور أحداث الفيلم في غرفة تبديل ملابس النساء عندما تطلب إحدى النساء من امرأة متحوّلة جنسياً (والتعبير الصواب: رجل متحوّل جنسياً) المغادرة. تتناول المخرجة القضايا المعقّدة بأسلوب صريح وطبيعي، حيث تستعرض التحيّزات اليومية التي يواجهها الأشخاص المتحوّلون وغير الثنائيين (المثليون الشواذّ) أثناء عيش حياتهم اليومية… يدعو الموضوع صنّاع الأفلام لاستكشاف فكرة الذات و(الغيرية) بحرّية في أفلامهم القصيرة. نشجّع على نهج مرح، فكاهي، و(متحرّر) عند التفكير في الموضوع.
هل يسحب الرئيس نجيب ميقاتي فتيل الأزمة على أبواب عيد الأضحى؟ وهل يلتزم ابن المدينة وزير الداخلية بسام المولوي الصمت أم أنّ إجراءات ستتخذ لمنع ما يحصل؟
الروابط الخاصة بالمهرجان من صفحة الهيئة المنظمة:
https://cabrioletfilmfestival.com/about
جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط