السبت 27 تموز 2024 - 0:03
ماذا حصل في مسجد أم المؤمنين السيدة خديجة في طرابلس؟ لماذا أقفل أبوابه فجأة أمام المصلّين يوم الخميس الفائت؟
في التفاصيل، أنّ مسجد السيدة خديجة في منطقة أبي سمراء في طرابلس أغلق أبوابه يوم الخميس الفائت أمام المصلين عند صلاة الظهر والعصر تفادياً لمنع وقوع أيّ إشكال خلال المحاضرة التي كانت مقررة في قاعة دار الإمام الغزالي للعلوم الشرعية والإنسانية التابعة للمسجد تحت عنوان "قراءة كتاب قواعد العقائد للإمام أبي حامد الغزالي" والتي كان سيلقيها الشيخ "عبد الهادي الخرسة" وذلك بعد خلاف حصل في صفوف القيمين على الدار، فمنهم من رحّب بالشيخ، ومنهم من رفض حضوره، ليتمّ على أثرها إغلاق باب المسجد منعاً لأيّ خلاف أو إشكال قد يحدث. ليعود المسجد ويفتح أبوابه بشكل طبيعي عند صلاة المغرب والعشاء.
سجال بين السلفيين والجماعة؟
بدأ السجال الكلامي على وسائل التواصل الاجتماعي؛ فمنهم من دافع عن الشيخ عبد الهادي الخرسة، ومنهم من يرفض الاستماع إليه بحجة أن الشرك والإيمان لا يلتقيان. فكتب ابن مدينة أبي سمراء مصباح بن نزيه وهو من رواد المسجد على صفحته بالفيسبوك: "للإخوة الغيورين الذين أبدوا تضحياتهم وتفانيهم دون إتمام محاضرات الشرك والبدع، إليكم أقول جزاكم الله خيراً، لكننا نصون بيوت الله عن المشاكل والمجابهات، لئلا ننفر الناس عنها فنقع في مفسدة أعظم، والنكير باليد لا يكون إلا للسلطان، ونحن تبرئ ذمتنا بالنكير باللسان، فهذا الذي هو ضمن استطاعتنا ومقدورنا، والله لم يكلفنا ما لا نطيق، ولسنا مأمورين لدفع مفسدة بأن نرتكب مفسدة أعظم، والله يعذر ويغفر ويؤجر".
وأضاف: "أبدى مسؤولو الجماعة الاسلامية تجاوباً وأظهروا لنا توافقاً في النكير على هذا المنهج الذي يتبنى أهله دعاة الشرك وصرحوا لنا أنّ دعوة حسن البنا ترفض الشرك وهم مشكورون. المحاضرة انعقدت، وهذه الغيرة بقيت حبيسة المجاملات، ولم تحل دون ردّ هذا المبتدع الذين أتوا له بأولاد الإخوة النازحين السوريين ليملؤوا مجلسه حتى لا يذهب ماء وجههم أمامه...".
السلفيون يوضحون
من جهته، الشيخ رائد حليحل خلال خطبة يوم الجمعة في مسجد خديجة قال: يأتي واحد منهم يقول لم تقفل المساجد إلا أيام الكورونا وأيام تشدّد الوهابيين السلفيين. أقول لكم واسمحوا لي وليسامحني من يزعجه كلامي. المسجد لم يقفله السلفيون. المسجد عليه قائمون وهم واقفوه وبانوه. نُمي إليهم أنّ هناك أصواتاً عريقة معترضة على رجل سيأتي إلى مسجد خديجة. فقالوا له "نخشى أن يتلاسنوا معه ومع طلابه، ويتطور التلاسن إلى عراك وقتال، فتكون في المسجد فتنة". هم راجعوا سماحة المفتي وقالوا له: "يا مولانا قيل لنا ذلك هل تأذن لنا أن نقفل المسجد على صلاتي الظهر والعصر منعاً للفتنة؟". قال: "لكم ذلك". إذاً نحن السلفيين لا علاقة لنا وأقول بصراحة واسمعوها مني. لو كان للسلفيين دور بالإقفال لأمكنهم أن يقفلوا القاعة وليس المسجد. نحن لا نقفل بيوت الله، إنما نقفل قاعات عندما تفتح على مصرعيها لدعاة البهتان والسوء".
من هو الشيخ عبد الهادي الخرسة؟
الشيخ عبد الهادي محمد الخرسة، تلميذ الشيخ الشاغوري الأول، والفقيه الحنفي الشهير والمُشار إليه بلبنان في علم العقيدة والتصوف في بلاد الشام، ومقيم في دمشق، صاحب نهضة علمية عظيمة في المحافظات السورية.
درس في معهد الشيخ صالح فرفور رحمه الله تعالى وتخرج منه ثم تابع دراسته الأكاديمية في الأزهر الشريف في مصر وحاز على الشهادة العالمية.
جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط