الأربعاء 25 أيلول 2024 - 0:00
كتبت (رنا عيتاني)
لماذا قصة رنا؟ لأنّ ما حصل مع السيدة الجنوبية "رنا غناوي" يشبه ما حصل مع عشرات الآلاف من عائلات الجنوب الذين نزحوا عن قراهم ومنازلهم بفعل العدوان الإسرائيلي.
"رنا" التي حملت أولادها هرباً من جحيم الغارات روت قصتها مع محطات الموت والجوع والخوف قائلة:
"مش وقت تعبير عن المشاعر بعرف،
بس أنا رح اختنق، ما عم اقدر اتخطى اللي صار فيي وبولادي مبارح،
كنا قايلين اقعدو بغرفة الجيم بالبيت لانها اكتر غرفة محصنة داخلياً بالحيطان،
قعدوا فيها الولاد،
رحمة بلال وبشير، صوت جواتي قلي لأ، فوتيهن عغرفتهن
فوتتهن عغرفتهن قعدتهن على تخت، وحطيت فرشة التخت التاني متل حيط بينهم وبين الشباك والتلفزيون
قلت اذا فقع القزاز ما بيموتوا
وإذا نزل البيت منموت كلنا
قاعدين هني وانا عم قلو لجوزي روح جبلنا لبن بدي طعميهن
عم يفتش على فراطة لبناني، تأخر كم ثانية للاقى الجزدان وسمعنا الطيارة وطت علينا
عرفنا الصاروخ علينا دغري ركضت حضنت ولادي بجسمي وعطييت ظهري للشباك حتى الشظايا تفوت فيي ويعيشوا هني،
ونزل الصاروخ، وبعد ثواني من استيعابنا ل اللي صار عم طل عغرفة جيم لقيت البرندا واقعة وكل الغرفة شظايا وقزاز
وانقطعت الكهربا وابني عمل انهيار وصار يصرخ بدي فل بدي فل
حطينا حالنا بالسيارة دغري ونزلنا من البيت،
وشفنا الحارة مدمرة،
علقنا بالسير عالطريق،
بس قطعنا جسر حبوش بعد ساعة،
سمعت صوت الصاروخ كمشت راس ابني الصغير
وقلتلهن غارة غارة حطوا راسكن جوا التكايات
ونزل الصاروخ بالبيت بلزق الطريق بعيد عنا 8 امتار،
شفت سيارتين قدامي ولعوا
وسيارة تدحرجت عاليمين،
كنت مفتكرتها سيارة،
نزلنا من السيارات كلنا وصرنا نركض ونصرخ،
اتاري اللي تدحرج صاروخ تاني ما انفجر،
ما كنت بعرف الصاروخ اكبر من السيارة
كان فيه عسكري من الجيش بالموكب معنا
صار يقول بعدوا بعدواواواواوا
الصاروخ حينفجر
بقوة الله الصاروخ طلع دخنة وما فقع،
صرنا نركض بعيد عن الصاروخ ومشينا
بعد أربع ساعات جاعوا الأولاد وبدن تواليت
لقيت عجنب الطريق بيت فيه ولاد عالبرندة
نزلت من السيارة وقتلت لها انا دخلت عليكي،
لو سمحتي لفي لقمتين لولادي
قالتلي نحن اصلاً عم نجهز مضايف وضاهرين نطعمي الناس
لفيت للولاد وجبتلهن مياه للشرب
وبعدها بقينا 14 ساعة بالطريق،
تعبوا نيمتهن وعم غنيلهن
صرنا بالأمان صوب الساعة 4
وهلق بس عم اتلفت حواليي،
قديش بدي اشكر الله
قديش بدي ضل هون
قديش بدي لأنسى مبارح"
رنا غناوي، اختصاصية صحية اجتماعية وخبيرة في الحماية الأسرية والدعم النفسي، ناشطة في الشأن الإنساني قصتها مع يوم النزوح. هي قصة أم جنوبية كقصة كلّ أم لبنانية تخشى على أولادها وتخاف عليهم.
جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط