الثلاثاء 3 أيلول 2024 - 0:03
خاص (أيوب)
ما حقيقة ما حصل في سجن رومية؟ ومن يتحمّل مسؤولية السجين عمر حميد؟ هل حقاً أقدم السجناء المبنى "ب" على اختطاف عناصر الشرطة أم أنها إشاعة لإخفاء حقيقة ما حصل؟
أكّد المحامي والمدافع عن حقوق الإنسان محمد صبلوح أنّ ما حصل مع السجين عمر حميد جريمة يجب أن يحاسب عليها وزير الداخلية، والحكومة اللبنانية، ومدير سجن رومية.
صبلوح وفي حوار مع "أيوب" كشف أنّ سجن رومية لمن لا يعرف الحقيقة يتسع كحدّ أقصى لـ 1500 سجين حالياً، ويوجد فيه الآن 3700 سجين.
وأضاف: "منذ 10 سنوات، ونحن نقول وندعو إلى إقامة مستشفى ميداني للحالات الطارئة داخل السجن. ما حصل مع السجين عمر حصل مع أحد الموكلين سابقاً. السجين عمر أصيب بنوبة قلبية وتُرك مرمياً على الأرض بانتظار الإجراءات الروتينية الاتصال بمفوض الحكومة وبالطبيب، إضافة إلى تفتيش الإسعاف والطبيب، هذه الإجراءات أخذت ما يقارب الساعتين، وتوفي السجين خلال نقله إلى المستشفى. ترافق ذلك مع صراخ السجناء مطالبين بنقله الى المستشفى. مع العلم أنّ أقرب مستشفى 5 دقائق سيراً على الأقدام.
وتساءل صبلوح عن إنسانية الضباط محملاً مسؤولية الإهمال لوزارة الداخلية. يجب أن يكون هناك أطباء مناوبون بشكل دائم داخل السجون".
وتابع:" جريمة الاستخفاف بأرواح الناس يجب أن يعاقب عليها بداية وزير الداخلية، مدير السجون وصولاً لآمر سجن رومية؛ لأنها ليست المرة الأولى التي يتركون الناس تواجه مصيرها بهذه الطريقة البشعة، ويُترك السجين المصاب بذبحة قلبية ساعتين مرمياً على الأرض. نحن نأمل على الأقل بقادم الأيام أن تُعالج هذه المسألة، ويُحاسب كلّ مقصر أهمل أرواح البشر. وبدل أن تعترف قوى الأمن الداخلي بالخطأ، وتعمل على إصلاح الخلل، قامت بتبرير وجود قوى مكافحة الشغب بحجة اختطاف السجناء ضابطاً وعناصر. لكن الحقيقة أظهرت كذب إدارة السجن، واختلاق الأكاذيب لتغطية فشلها بالعناية السجناء. أمام صراخ السجناء، استطاعت الاجهزة الأمنية أن تؤمن العشرات من قوة مكافحة الشغب، وتدخل بسيارتها إلى داخل السجن وتقتحمه وتضرب السجناء لأنهم يصرخون مطالبين بأخذ السجين الى المستشفى".
وختم كلامه قائلاً: "ما حصل يدل على غياب الإنسانية وثقافة العنف الموجودة لدى الأجهزة الأمنية في لبنان. آن الأوان أن يُعاد تأهيل الأجهزة الأمنية إنسانياً في ظل غياب الإنسانية كاملة لدى المسؤولين".
تفاصيل ما حصل في المبنى "ب"
أحد السجناء داخل المبنى "ب" روى لـ"أيوب" ما حصل وقال: "السجين عمر حميد (35 عاماً)، من بلدة عرسال، أصيب يوم السبت الفائت 31 آب، بأوجاع قوية بصدره، فطلب مساعدة رفاقه داخل السجن. لكنه لم يتمكن من تحمل الأوجاع القويّة، فأُغمي عليه، وبقي مرمياً على الأرض لأكثر من ساعتين، من دون تدخل أيّ طبيب لمعالجته، فتوفي بذبحة قلبية، وأُخرج بعدها من السجن جثة هامدة.
السجين عمر حميد قد دخل السجن منذ سبعة أعوام، بتهمة الإرهاب والتخطيط لتنفيذ أعمال إرهابية. واتهم بعلاقته بملف خالد حميد المُتهم بالانتماء إلى "القاعدة" وتوفير الأسلحة لمجموعات في سوريا، والذي قُتل على يد الجيش اللبناني في عام 2013، وقد حُكم على عمر حميد بالسجن المؤبد، فتقدم بطعن اعتراضاً على الحكم أمام محكمة التمييز وكان بانتظار القرار الجديد، لكنه توفي قبل ذلك.
ما حدث لم يكن متوقعاً، فبعد إصابته بوعكة صحية، تأخر الطبيب عن الحضور. الطبيب يحضر إلى سجن رومية مرتين أو ثلاثة كحدّ أقصى خلال أيام الأسبوع، ما أدى إلى بقاء حميد مرمياً على الأرض لأكثر من ساعتين حتى فارق الحياة.
بيان سجناء المبنى "ب"
على أثر وفاة السجين عمر حميد بسبب الإهمال الطبي في سجن رومية تداعى المشايخ والوجهاء في المبنى "ب" الى عقد اجتماع للتشاور وقد تقرر ما يلي بالاجماع:
1- اجتماع الكلمة ورصّ الصفوف والتكاتف والتعاضد ومواجهة التحديات الموجودة كجسد واحد خاصة أن المعاناة واحدة والمصير واحد.
2- عدم الاكتراث للوعود الكاذبة التي اعتدنا عليها عند كلّ حدث والتي لا يكون الهدف منها إلا ذرّ الرماد في العيون وامتصاص ردة الفعل تجاه الإجرام الذي يتم التعاطي فيه معنا، والتعاطي فقط مع ما نراه واقعاً وما ينفذ عملياً، لأن الاستخفاف بحياتنا وأرواحنا والمماطلة والكذب في المعالجة هو الإرهاب بعينه.
3- إرسال رسالة مكتوبة مباشرة لرئيس الحكومة تطالبه بالتواصل مع الرئيس بري والاتفاق معه على إعطاء ملف السجون الأولوية، والعمل بشكل سريع لتحديد سقف الإعدام بـ25 سنة والمؤبد بـ20 سنة، وأن تكون السنة السجنية ستة أشهر للجميع، لأن وضع السجون لم يعد يطاق أبداً.
4- إرسال موفد من رئيس الحكومة مباشرة إلى السجن لإخبارنا بنتيجة تواصل الرئيس ميقاتي والرئيس بري حول وضع ملف السجون ضمن الأولويات، وكذلك للاطلاع مباشرة على وضع السجن ونقله بحرفيته للرئيس ميقاتي للمباشرة بالحلول الحقيقية لملف الطبابة وغيره.
5- تحميل مسؤولية وفاة الأخ عمر حميد للرائد المسؤول عن الطبابة في رومية، والذي منذ تسلمه لملف الطبابة وهو يعرقل أمور الطبابة بشكل كبير حيث يظهر أنّ همه الوحيد عدم إنفاق الدولة للمال، وليس همه حياة السجناء. ويظهر ذلك بإرساله للمرحوم عمر حميد إلى المستشفى منذ أيام بعد أن ظهرت عليه أعراض واضحة تدل على وجود جلطات من ضيق في الصدر وتنميل في اليد، ليكون أخذه إلى المستشفى شكلياً حيث أعادوه منها وأخبروه بأن وضعه الصحي سليم وأنه لا يعاني من شيء ما أدى إلى وفاته بعد أيام. وتحميل المسؤولية كذلك للطبيب المناوب يوم الحادثة والذي تأخر متعمداً عن القدوم للمبنى وتحويل المرحوم الى المستشفى، وتحميل المسؤولية للوفود المتكررة التي أرسلت من قبل الداخلية للاطلاع على وضع السجن،. وفي النهاية أدى الإهمال إلى وفاة الأخ عمر حميد رحمه الله.
6- المطلوب من كافة المرجعيات السياسية والدينية وعلى رأسهم سماحة مفتي الجمهورية وهيئة العلماء رفع الصوت معنا لاستنهاض كلّ حر وشريف سواء كان في موضع مسؤولية أو من عموم أبناء طائفتنا الكريمة بأن يتقوا الله فينا، وأن يساندونا لرفع الظلم والإجرام الذي يمارس ضدنا والذي يجعلنا نموت بصمت.
7- التأكيد للقاصي والداني بأننا ذاهبون باتجاه خطوات سلمية تصعيدية إن لم يتمّ التجاوب السريع مع مطالبنا، ولن تكون هذه المرة كسابقاتها. فلن نكلّ ولن نملّ حتى نستعيد حقوقنا، وستبقى اجتماعاتنا مفتوحة للتعاطي مع كلّ مستجد.
جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط