منوعات


تفجير المباني والأنفاق يؤدي إلى زلازل؟

الاثنين 28 تشرين الأول 2024 - 0:06

هل تفجيرات المباني والأنفاق التي يقوم بها العدو الإسرائيلي في عدة بلدات من الجنوب اللبناني قد تؤدي إلى زلازل مدمرة بخاصة بعد شعور سكان البلدات المجاورة على الحدود بارتجاجات أرضية؟ وهل هذه الانفجارات الضخمة هي بمثابة عبث مع مقدّرات الطبيعة وتحريك فوالق الزلازل؟

تحذير خطير

دفع تفجير جيش الاحتلال الإسرائيلي عدة مبانٍ خلال الساعات الماضية في بلدتي دير سريان والعديسة بالقطاع الشرقي للجنوب اللبناني، الخبير الجيولوجي والباحث في علم الزلازل طوني نمر، للتحذير عبر حسابه على منصة إكس أمس السبت، من أنّ التفجيرات في العديسة التي فعّلت أجهزة رصد الهزات الأرضية شمال إسرائيل، خطيرة لجهة موقعها إلى الشمال من منخفض الحولة، حيث ينفصل فالق البحر الميت إلى فالقي اليمونة وروم.

وقال نمر: "إنّ هذه "الانفجارات المهولة هي بمثابة عبث مع مقدّرات الطبيعة".

وأضاف: "إذا كان القرار في هذه الحرب هو عدم وجود محرّمات وضوابط فيما خصّ العمليات العسكرية، ينبغي لفت انتباه مشغّلي آلات الحرب الإسرائيلية إلى أنّ التفلت من الضوابط مع قوانين الطبيعة في الأماكن الخاطئة، قد يؤدي إلى زلازل لا يتوقف تأثيرها على حدود الدول".

وفي السياق نفسه، علّق البروفيسور طوني نمر في حديث مع "أيوب" على ما يحصل قائلاً: "التفجير في منطقة العديسة يعتبر خطيراً للغاية، حيث حدث في موقع قريب جداً من الفوالق الزلزالية، بينما كانت معظم التفجيرات السابقة خلال الحرب بعيدة نسبياً عن تلك الفوالق. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تغييرات في الضغوطات على الفوالق الزلزالية في لبنان، مما يزيد احتمالات وقوع هزات أرضية. وقد شعر سكان شمال إسرائيل بالارتجاجات أثناء حدوث التفجير، ما يعزّز من هذه الاحتمالات".

وتابع: رغم عدم وجود أجهزة متخصصة في لبنان لقياس التغييرات في الضغوط الجيولوجية، فإن تكرار الضربات في هذه المناطق الحساسة قد يؤدي إلى تحفيز الحركة على الفوالق، مما قد يسفر عن زلازل.

وأضاف: "القنابل المخترقة للتحصينات والأنفاق، تولّد ارتجاجات عنيفة تشبه تلك الناتجة عن الموجات الزلزالية، وتبدأ بالتلاشي داخل الأرض وعلى سطحها، وهنا نشعر نحن بها".

من جانبه، أشار مساعد عميد كلية الهندسة في جامعة بيروت العربية، البروفيسور يحيى تمساح، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" إلى أنّ "الارتجاجات الناجمة عن التفجيرات لها تأثير سلبي على المنشآت والمباني.ورغم أنّ الأبنية قد تكون مقاومة للزلازل، إلا أنّ التفجيرات الكبيرة والمدمرة يمكن أن تتسبب في أضرار لا تقل خطورة عن تلك الناجمة عن زلزال قوي".

وأكد تمساح أنّ بعض المباني القريبة من موقع التفجير تحولت إلى مبانٍ غير متوازنة، ما يستدعي تدقيقاً هندسياً عاجلاً.

قنابل تسبب الهزات؟

وكانت "العربية" نشرت تقريراً في 25 أيلول الفائت، تحدثت فيه عن "هزات غير عادية"، تتزامن مع استهداف الجيش الإسرائيلي لمواقع في لبنان.

ووفق الموقع، فإنّ هذه الهزات ناتجة عن قنابل تستخدمها إسرائيل في حربها، وقد تمّ تصميمها لتدمير الأنفاق تحت الأرض. ويمكن للبنانيين الشعور بها من خلال ارتجاج المباني حتى وإن كانوا في مناطق بعيدة جداً عن الموقع المستهدف. وأطلق على هذه القنابل اسم صواريخ  "شارون" الزلزالية. تخترق هذه القنابل المخابئ لعشرات الأمتار تحت الأرض ثم تنفجر في العمق. ونتيجة هذا الانفجار، يشعر السكان بالهزات في المنطقة.

هذا النوع من القنابل يُعرف أيضاً بلقب "المطرقة" بسبب قدرته العالية على إحداث دمار شامل، إذ يمكنه إحداث حفرة بعرض 15 متراً وعمق يتجاوز 10 أمتار، مع تأثيرات ارتجاجية قاتلة.

ولوحظ اعتماد إسرائيل على القنابل الارتدادية أو الزلزالية التي تعبث بالقشرة الخارجية للأرض عن طريق إصدار موجات ارتدادية ضخمة مثل الزلزال، فتتسبب باهتزاز قوي للمبنى أو النفق المستهدف، وتعبث بأساساته وينهار. هذه القنبلة تطلق من الطائرات الحربية، وقد تطلق من الدبابات والمدافع.

وغالباً، ما تحدث هذه القنابل قوة تدميرية تحاكي زلزالاً بقوة 3.6 درجة، يشعر بارتداداته الموجودون في المنطقة المستهدفة بأكملها وحتى المناطق البعيدة.



جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط

أخبار ذات صلة