الثلاثاء 1 تشرين الأول 2024 - 0:03
كتبت (تالا غمراوي)
من يقف خلف الاتصالات والرسائل الكاذبة التي وصلت إلى اللبنانيين، وتحديداً في منطقة طريق الجديدة، البربير، الصنائع، برج أبو حيدر وغيرها من المناطق تطالبهم بإخلاء أماكن وجودهم فوراً؟ هل الغاية من هكذا فعل التسلية أم أنّ هناك مآرب أخرى غير إثارة الرعب والهلع لدى المواطنين؟
خبير الاتصالات عامر الطبش شرح لـ"أيوب" حقيقة هذه الرسائل الكاذبة وكيف علينا أن نميّز بين الرسائل أو الاتصالات التي يقف خلفها العدو الإسرائيلي وبين الاتصالات والرسائل الكاذبة.
الرسائل التي وصلت مؤخراً إلى أهالي طريق الجديدة تطلب منهم الإخلاء تحسباً لضربة إسرائيلية، فيها أخطاء إملائية تدلّ على أنها كاذبة هذا أولاً. أما ثانياً، فالعدو الإسرائيلي لا يبلّغ بهذه الطريقة، بل هو يعمد إلى الاتصال بالشخص وعندما يجيب يعطيه معلومات دقيقة عن اسمه واسم زوجته ومكان سكنه واسم البناية التي يسكن فيها والشارع والطابق...، كي يجعله يتأكد من أنّ معلوماته صحيحة. حينها يطلب منه الإسرائيلي إخلاء شقته، وبعدها يعلن الإسرائيلي بشكل عام على منصة "اكس" ووسائل الإعلام الخاصة به ويعممها "بضرورة الإخلاء" بعدما تمّ تبليغ صحاب الشقة أو من يسكن فيها.
وأضاف الطبش: "الرسائل أرسلت عبر منصة مختصة ببيع الرسائل، هذا يعني أنّ باستطاعة أيّ شخص شراء كمية من الرسائل وإرسالها لمن يريد. لكن هذه المنصات تستطيع الدولة تتبعها والتعرّف على من قام بعملية الشراء. بينما الإسرائيلي لا يستخدم هذه الطريقة، ولا أحد يعلم كيف يقوم بإرسال الرسائل أو إجراء الاتصالات".
ما الهدف من هذه الاتصالات؟
الطبش أكّد أنّ الاتصالات التي وردت أمس، استطاعت الدولة ووزارة الاتصالات أن تتبع مصدرها وحددت البلدان الوارد منها الاتصال. هذا أكبر دليل على أنّ المرسل ليس العدو الإسرائيلي. من قام بهذه العملية، هل هدفه إثارة بلبلة كبيرة بالبلد الذي فيه ما يكفيه، أم أنّ السؤال الأهم هل الهدف هو تفريغ الشقق السكنية من سكانها؟
بانتظار التحقيقات التي تجري، عمدت وزارة الاتصالات إلى اتخاذ إجراءات. شركة alfaاستحدثت نوعاً من filteringللرسائل التي تصل إلى الهاتف. إذا كان يوجد في الرسالة كلمة "استهداف"، هذه الرسالة لا تصل للمستخدم وذلك من أجل التخفيف من حالة الهلع والخوف عند الناس" هذه واحدة من الحلول المستحدثة.
حادثة البربير
وتابع: "ما حصل في منطقة البربير عن ورود اتصالات ورسائل، هذه الحادثة كما علمت أنها بين النازحين كان الهدف منها أنّ أحد النازحين أراد أن يجبر نازحين يقيمون في الشقة على إجبارهم على الهروب، كي يتمكن من إدخال آخرين. لا أعلم هل هي مزحة مثلما أطلقوا عليها؟ لكنهم بهذا الفعل أثاروا الرعب والخوف لدى أهالي المنطقة".
استنفار الأجهزة الأمنية
أمس سُجل ورود 1500 اتصال ورسائل. ما يحصل استنزاف للأجهزة الأمنية من شعبة المعلومات وقوى الأمن للتحرّي على بلاغ كاذب، ويتكرر كلّ يوم، ويتوسع في كافة المناطق.
حرب نفسية
من جهته، وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمالجوني القرم، أكّد أنّ "التّحقيق جارٍ للتّأكد من صحّة الاتصالات والتّهديدات الّتي تلقّاها عدد من اللّبنانيّين، وهناك بعض التّطبيقات الوهميّة الّتي تُستخدم بهدف خلق الذّعر لدى المواطنين".
وبدوره، وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري قال في بيان له:
"أنّ ما يحصل هو "في إطار الحرب النفسية التي يعتمدها العدو الإسرائيلي، تلقى عدد كبير من المواطنين في بيروت والمناطق رسائل هاتفية عشوائية، تدعو المجيب إلى إخلاء مكان وجوده".
بالتوازي، يحذر الخبراء في علم النفس الاجتماعي من أنّ هذا النوع من المزاح قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية كبيرة على الصحة النفسية للأفراد، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها اللبنانيون حالياً. ويؤكدون ضرورة التزام الأفراد بمسؤولية التواصل خلال الأزمات وعدم استغلال الوضع لنشر المزيد من الفوضى والذعر.
جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط