السبت 21 أيلول 2024 - 0:04
كتبت (تالا غمراوي)
هل وسائل التواصل الاجتماعي تراقب المستخدمين حقاً؟
كشفت دراسة أمريكية حديثة، صدرت عن لجنة التجارة الفدرالية الأمريكية (إف تي سي)، أنّ وسائل التواصل الاجتماعي العملاقة، قد انخرطت في عملية مراقبة واسعة النطاق، من أجل كسب المال من المعلومات الشخصية للمستخدمين.
نحن مراقبون
خبير التكنولوجيا والاتصالات هشام الناطور أكّد لـ"أيوب" حقيقة التقرير الأميركي الرسمي الذي اتهم منصات التواصل الاجتماعي بمراقبة المستخدمين، وقال: "كلّ ما قيل هو صحيح، لأنه يتمّ استخدام خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي من شركة (ميتا، غوغل). وبعدها تحصل عملية تتبع(tracking) للمواقع الإلكترونية التي يزورها المستخدم، إضافة إلى أنّ الكلمات المفتاحية (keywords) التي يبحث عنها المستخدم تلعب دوراً بارزاً. من هنا تقوم الخوارزميات الموجودة على منصات التواصل الاجتماعي بعملية التتبع، وتبدأ الإعلانات التي كنا قد بحثنا عنها سابقاً الظهور. وأيضاً نلاحظ أنه في الكثير من الأحيان تقوم هواتفنا بعملية التقاط الكلام الذي تكلمنا فيه عن فكرة ما أو عن منتج ما (product)، ولا نكون قد أجرينا بحثاً عليه. وبمجرد فتح الهاتف تبدأ الإعلانات الممولة sponsoredبالظهور(مثال في الفيسبوك: إذا كنت جالساً مع صديقي ونتحدث عن عروضات على المفروشات، ولسنا نستخدم الهاتف، وعند فتح الفيسوك نشاهد الإعلانات الممولة بالظهور (أي عروضات على المفروشات). هذه هي عملية الربط والتتبع لنشاط المستخدم وتجميع المعلومات التسويقية التي يبحث عنها كلّ شخص وتستفيد منها الشركات".
وتابع: "شركات السوشيل ميديا تستخدم معلوماتنا، وتأخذ سلوكنا، وتربط المعلومات وتبدأ بإعطائنا المنتجات والخدمات المدفوعة لشركات أخرى كي نكون ضمن الفئة المستهدفة".
هل نستطيع حماية أنفسنا؟
الحماية الكاملة أمر ليس شبه مستحيل، بل صعب جداً. ولكن نستطيع التخفيف من المخاطر. الفيسبوك اليوم أصبح مربوطاً بـ"location" أي كلّ مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت مربوطة بالـ(permissio)، وتمسّ خصوصيتنا (كالموقع الجغرافي، الكاميرا، المايكروفون) للهواتفنا. بحسب ما قاله الناطور.
Siriو google assistantوالكثير من التطبيقات تقوم بنفس مهمة البحث والمساعدة على أجهزتنا. في بعض الأحيان لا نكون نستخدم أيّ تطبيق، ونلاحظ إشارة المايكروفون على الشاشة فُتحت من تلقاء نفسها. هنا يكون هاتف المستخدم أوdeviceأخذ الاذن (permission) اذا تفوهنا بأي كلمة يتلقاها وتدخل على ملفات الارتباط المربوطة بالتطبيق الموجود على الهاتف".
وختم كلامه: "هناك الكثير من الخطوات يستطيع كل واحد منّا القيام بها على أجهزته منها التأكد من الخصوصية، وما هي الامور التي يسمح للتطبيقات بالوصول اليها من الهاتف (كاميرا، مايكروفون، الموقع الجغرافي..). علينا أن نبقى يقيظين لكل هذه الامور.
تفاصيل التقرير الأميركي
أفادت لجنة التجارة الفدرالية الأميركية "أف تي سي" أن دراسة تحليلية استغرقت سنوات عدة توصلت إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي العملاقة انخرطت في "عملية مراقبة واسعة النطاق" لكسب المال من المعلومات الشخصية للأشخاص.
وقالت رئيسة لجنة التجارة الفدرالية، لينا خان: "يوضح التقرير كيف تقوم شركات وسائل التواصل الاجتماعي والبث التدفقي للفيديو بجمع كمية هائلة من البيانات الشخصية للأميركيين وحصاد أموال بمليارات الدولارات منها سنوياً".
واعتبرت خان أن ممارسات المراقبة تعرّض الأشخاص لخطر التعقب والملاحق، وأيضاً سرقة معلوماتهم الشخصية.
ووفقاً للتقرير، فإن نماذج أعمال الشركات التي ترتكز على الإعلانات المستهدفة شجعت على جمع بيانات المستخدمين على نطاق واسع، ما يضع الربح في مواجهة الخصوصية.
وحذرت خان "في حين أنّ ممارسات المراقبة هذه مربحة للشركات، إلا أنها يمكن أن تعرض خصوصية الأشخاص للخطر، وتهدد حياتهم، لغوتعرضهم لمجموعة من الأضرار، من سرقة الهوية إلى الملاحقة".
استندت نتائج التقرير إلى إجابات على طلبات مرسلة، في أواخر عام 2020، إلى شركات ميتا ويوتيوب وسناب وأمازون وبايت دانس مالكة تيك توك ومنصة إكس.وأشار التقرير إلى أنّ بعض الشركات لم تحذف جميع البيانات التي طلب المستخدمون إزالتها.
ودعا التقرير شركات التواصل الاجتماعي إلى الحدّ من ممارسات جمع البيانات، كما حضّ الكونغرس الأميركي على إقرار تشريع شامل للخصوصية بهدف الحد من مراقبة من يستخدمون مثل هذه المنصات.
جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط