قضايا وتقارير


هل يفكّ الحزب لبنان عن غزة؟

الخميس 31 تشرين الأول 2024 - 0:00

خاص (أيوب)

حتى في أحلك اللحظات عندما انفجرت آلاف أجهزة النداء واللاسكي على مدى يومين متتالين 17 و18 أيلول الماضي،  بأيدي آلاف الأفراد لحزب الله، كرّر الأمين العام السابق، السيّد حسن نصر الله، المعادلة المعروفة: لا وقف إطلاق النار في جنوب لبنان قبل إنهاء الحرب في غزة. لكن اغتياله في 27 الشهر نفسه، وقبل ذلك بأسبوع اغتيال إبرهيم عقيل،  قائد وحدة الرضوان مع هيئة أركانه، أحدث زلزالاً في الحاضنة الشعبية، وشيئاً من الاضطراب حول موقف نصر الله من وقف الحرب قبل اغتياله: فهل رضي بفصل لبنان عن غزة أم لا، أم وافق فقط على هدنة مؤقتة تمتد ثلاثة أسابيع، من أجل التفاوض على تنفيذ القرار 1701؟ ثم جاء الاجتماع الثلاثي في عين التينة بين الرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه بري والزعيم وليد جنبلاط، مطلع شهر تشرين الأول، في مسعى للتواصل مع المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل، من أجل وقف إطلاق النار، وتنفيذ القرار رقم 1701، وهو ما سبق قبول نصر الله به قبيل اغتياله، في إشارة ضمنية إلى إرساء مبدأ الانفصال بين الجبهتين، بمجرد قبول القرار 1701.

أما الخطاب الأول للشيخ نعيم قاسم، وكان ما زال نائب الأمين العام، فكان مقتضباً ومكثفاً، ومتمسكاً بتنفيذ الخطة العسكرية التي وضعها السيد حسن نصر الله، وهو ما فتح مجال التكهنات بشأن الموقف الحقيقي للحزب من انفكاك جبهة لبنان عن جبهة غزة، علماً أنّ الخطابين الآخرين لقاسم مع إضافة الخطاب الأول منذ تعيينه أميناً عاماً جديداً، كانت واضحة في أنّ إسناد غزة لن يتوقف، وذلك بالنظر إلى السردية الأيديولوجية بشأن العلاقة مع فلسطين، والتي ردّدها الشيخ نعيم قاسم، فضلاً عن الحجج التي سردها في هذا المجال.

فنعيم قاسم، لم يقل صراحة إنّ الحزب سيفكّ اقترانه مع جبهة غزة، لكنه استعرض العلاقة غير القابلة للانفصام بين فلسطين ولبنان، وكذلك ارتباط فلسطين بالمنطقة. وكرّر أنه سائرٌ على نهج نصر الله في هذه المعركة حرفياً دون أيّ تعديل. وهو ما يعني الالتزام بما قرره نصر الله في هذا الشأن، لا سيما في آخر خطاب له، ومفاده عدم التراجع ولا التنازل إطلاقاً عن إسناد غزة. فمن أين جاء الكلام المعاكس على لسان مسؤولين لبنانيين، مع تسريبات إسرائيلية وأميركية، عن قبول الحزب أخيراً انفصاله عن جبهة غزة؛ وهو ما فتح باب الأمل، لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، يتمّ خلال هذه الهدنة المؤقتة، تنفيذ مندرجات القرار الأممي، بما فيها انسحاب حزب الله مع سلاحه إلى شمال نهر الليطاني. 

ماذل يعني ذلك؟

هل يعني ذلك أنّ الحزب قبل سراً بمبدأ الفصل بين الجبهتين الفلسطينية واللبنانية، فيما يعلن قادته خلاف ذلك في الخطاب العام؟ أم هناك صيغة أخرى؟ يقول متابعون إنّ الحلّ الوسط قد يكون اشتراط الحزب وقف إطلاق النار في غزة أولاً، بدون أن يتوازى في التنفيذ، بمعنى أن يقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل أولاً، ثم تجري تفاوضات في غزة لوقف مؤقت إطلاق النار أو هدنة مؤقتة، مقابل إطلاق بعض الأسرى من هنا وهناك. فلا يكون تلازم بين الإجراءات بين لبنان وغزة، بحيث يظهر بأنه اشتراط، لكنه عملياً سيكون قد تحقق المطلوب من إسناد غزة، وإن بتواقيت متفاوتة.



جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط

أخبار ذات صلة