الأربعاء 25 أيلول 2024 - 0:02
كتبت (تالا غمراوي)
لطالما قيل عن طرابلس إنها "أم الفقير". لكنها منذ يوم أمس تخلّت عن هذه الهوية التي ألصقت بها لتكون طرابلس "أم الوطن"، عندما فتحت أبواب منازلها ومعاهدها لاستقبال النازحين على أنهم ضيوف المدينة وأهلها. توزع النازحون بين طرابلس والكورة وعكار وزغرتا والمنية.
"أيوب" جال على مراكز الإيواء في طرابلس التي استقبلت أكبر عدد من النازحين انطلاقاً من فندق "الكواليتي إن"، المعهد الفندقي في الميناء، وصولاً إلى المدارس المحددة للاستقبال.
فندق "الكوليتي إن"
المشهد في فندق "الكواليتي إن" الذي صدر قرار بفتحه ليل الاثنين بطلب من الوزير فيصل كرامي لاستقبال النازحين من الجنوب اكتظّ بالنازحين. عند الدخول إليه تشاهد مبادرات فردية من مجموعة من الشباب والشابات يقدمون الماء والطعام ومساعدات، إضافة إلى جهاز تمريضي من المستشفى الاسلامي، كما تمّ فتح مستشفى ميداني لجهاز الطوارئ والإغاثة، لمساعدة الأهالي المرضى والتخفيف عنهم.
المعهد الفندقي – الميناء
وصل عدد من النازحين إلى المعهد، لكنهم لم يستطيعوا الدخول والمبيت فيه عند الصباح، بسبب استمرار عمليات التنظيف والتجهيز لعملية الإيواء. الصليب الأحمر أشرف على عملية التنظيف، واليونيسيف أشرفت على المياه والصرف والصحي. لكن كما غيره من مراكز الايواء بحاجة لكهرباء. عند حلول المساء، اكتظّ النازحون، ولم يعد يتسع لاستقبال المزيد.
أحد النازحين من جنوب لبنان تحدث عن أنّ الطريق للوصول إلى بيروت ثم طرابلس استغرقت نحو يوم، بسبب زحمة السير نتيجة النزوح.
وقال لـ"أيوب": "في طرابلس تمّ استقبالنا بكل احترام وفتح الأهالي لنا منازلهم. أما الحالة في الجنوب، فتوصف بالدمار الشامل والمأساوي، والجرحى والشهداء ملقون على الأرض".
بلدية طرابلس ولجنة إدارة الكوارث
عضو رئيس بلدية طرابلس الدكتور عبد الحميد كريمة أشار لـ"أيوب" أنّ هناك حركة نزوح كثيفة، والتضامن الشمالي مع أهل الجنوب مشهدية رائعة.
وعن دور بلدية طرابلس قال كريمة: "بلدية طرابس غائبة عن كلّ المشهدية، لأنّ رئيس البلدية رياض يمق يُغيّب نفسه والمجلس البلدي بأكمله. أمس الأول حصل اجتماع في السرايا للجنة إدارة الكوارث. لكنه لم يذهب إلى الاجتماع، بل أرسل موفداً عنه (موظف العلاقات العامة في البلدية) لمتابعة الموضوع. القرارات والمتابعة يجب أن يقوم بها رئيس البلدية شخصياً، وكلّ الجهاز البلدي يجب أن يستنفر في حالة الطوارئ من قائد الشرطة، إلى فرق الهندسة، والمسح الشامل. البيانات التي يصدرها عن فتح أبواب المنازل للنازحين، بيانات شعبوية".
وأضاف: "فندق "الكواليتي إن" لم يعد يتسع، يوجد فيه حالياً 600- 700 شخص. تمّ تأمين مولد كهربائي لهم، ولكنه بحاجة للصيانة، والمازوت المتوافر 1000 – 1200 ليتر لا يكفي أيضاً. هنا يأتي دور الجمعيات المستنفرة لتقديم المساعدة. ولكن للأسف لا يوجد تنسيق. فقط مبادرات فردية أو من جمعيات".
وتابع: "رئيس البلدية سيجتمع اليوم مع المنظمات الكشفية فقط، وليس مع لجنة إدارة الكوارث،. لا يوجد أيّ تنسيق في الوقت الذي يجب أن نكون فيه متحدين في هذه الأوضاع".
مراكز الإيواء
المدارس التي فتحت أبوابها لاستقبال النازحين في مناطق الشمال طرابلس وعكار، هي:
1- معهد زغرتا الفني.
2- المعهد الفندقي الميناء طرابلس.
3- مدرسة فرح أنطون الرسمية.
4- مدرسة مي الرسمية الأولى والثانية.
5- مدرسة بعل محسن.
6- مدرسة القلمون صبيان الرسمية.
7- مدرسة راسنحاش الرسمية.
8- مدرسة عبرين الرسمية.
9- مدرسة رشعين الرسمية.
10- المربي خير الرفاعي الرسمية – ببنين صبيان .
11- حلبا الصبيان.
12- تكميلية د. يعقوب الصراف الرسمية.
13- دير لوم الرسمية.
14- الدورة الرسمية.
15- المسعودية الرسمية.
الجدير بالذكر أنّ العديد من المدارس وصل إليها عدد كبير من النازحين السوريين في القبة والتبانة ومدرسة مي الرسمية التي بدورها امتلأت ولم تعد تتسع لاستقبال المزيد. فيما بقية المدارس المحددة للاستقبال ما زال بإمكانها استقبال العائلات الجنوبية.
اجتماع استثنائي
ترأس محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا اجتماعاً استثنائياً للجنة إدارة الكوارث والأزمات في مكتبه في سرايا طرابلس، للبحث في كيفية تعزيز الجهوزية الكاملة وتقديم المساعدات السريعة من فرش وبطانيات ومياه وطعام والخدمة الطبية للنازحين.وقد حضر الاجتماع أعضاء اللجنة والمسؤولون في المنظمات الدولية كافة.
شدد نهرا على "أهمية التلاحم الوطني والوحدة والتنسيق التام بين الإدارات الرسمية والمنظمات الدولية والمجتمعين المدني والأهلي لمواجهات التحديات والأخطار المحدقة بالوطن، وللتمكن من تقديم كلّ المساعدات الميدانية لأهلنا النازحين من المناطق اللبنانية كافة، والحدّ من تداعيات اعتداءات العدو بعد توسعها على مختلف المدن والقرى الجنوبية والبقاعية وفي الهرمل وبعلبك والضاحية الجنوبية".
وأكد "إنشاء خلية منبثقة من أعضاء اللجنة للإشراف على مراكز الايواء على مدار الساعة، لتنظيم حسن استقبال النازحين، وتأمين احتياجاتهم الاساسية وإيوائهم في المراكز المحددة".
ولفت إلى أنّ "ثمة غرفة عمليات في السرايا لاستقبال اتصالات النازحين على الرقم 06/443121"، مؤكدا أنّ "آلاف العائلات وصلت إلى طرابلس وزغرتا والكورة والبترون والمنية والضنية، ويعمل أعضاء اللجنة بالتعاون مع المنظمات الدولية على استقبالهم وتوجيههم إلى المراكز المحددة".
وقال: "نتابع مع لجنة إدارة الكوارث في الشمال. وما زلنا حتى اليوم نستقبل الآلاف. ولكن عملية إحصائهم بشكل دقيق تشكل صعوبة كبيرة، حيث يبذل الصليب الاحمر وقوى الأمن الداخلي جهوداً جبارة لإتمام عملية الإحصاء".
وتابع: "نشكر القطاع الخاص الذي ساندنا بتأمين مراكز إيواء لعدد كبير من النازحين، ونأمل أن تتوقف عملية الاعتداء. ونحن مستمرون ليس فقط في طرابلس، بل أيضاً نجهّز في مناطق القلمون والبترون وزغرتا والكورة مدارس عدة وغيرها، ونأمل أن نتمكن من استيعاب هذا العدد الكبير من الوافدين".
جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط