قضايا وتقارير


شيخ العقل: لا دين غير الإسلام



السبت 3 أيار 2025 - 0:01

تحولت دار طائفة الموحدين الدروز على تلك التلة في وسط بيروت، إلى مكان جمع العرب كل العرب تأكيداً على عروبة طائفة اشتهرت بأنها حامية للثغور العربية والاسلامية. ففي دعوة من شيخ العقل الدكتور سامي أبي المنى احتشد السفراء العرب ومعهم السفير التركي أمس الجمعة في دار الطائفة في بيروت، تأكيداً على التضامن والوحدة الاسلامية في لبنان وسوريا.

الشيخ أبي المنى رأى في كلمة له: "أن ما حصل ‏من احداث دامية في سوريا كان مشروع فتنة"، داعياً الدول العربية والإسلامية والعالمية المؤثرة الى تحمّل ‏مسؤولياتها في ضبط الأمور ومنع تنفيذ المشاريع المشبوهة ولجم الخطاب التحريضي، ورافضاً المخططات التي تدفع الى اعتبار الدروز ديناً مستقلاً او قومية مستقلة.

وشارك في اللقاء سفراء عرب ومعتمدون في لبنان، عن المملكة العربية السعودية وليد بن عبد الله البخاري، تركيا، مراد لو تيم، مصر، علاء موسى، قطر، الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل ثاني آل ثاني، المملكة الهاشمية الاردنية، وليد الحديد، فلسطين، أشرف دبور، تونس، بوراوي الامام، الجزائر، كمال بو شامة، المملكة المغربية، امحمد كرين وسلطنة عمان، د. احمد بن محمد السعيدي، بحضور النواب: مروان حمادة، اكرم شهيب، هادي أبو الحسن، وائل أبو فاعور، فيصل الصايغ، النائب السابق ايمن شقير والوزير السابق عباس الحلبي، إضافة الى أعضاء مجلس إدارة المجلس المذهبي ومديري مشيخة العقل والمجلس ومستشارين.

الشيخ أبي المنى اضاف قائلاً: "لقد وضعنا ثقتنا بالحكومة السورية منذ البداية، وما زلنا نأمل منها تحمُّلَ مسؤولياتها بوضع حدٍّ للتجاوزات والإساءات، وفي الوقت نفسه ناشدنا ونناشد أهلنا المسلمين الموحدين الدروز في سوريا، لعدم الانجرار إلى التنازع والفتنة، والاحتكام إلى لغة العقل والحكمة، ومدّ يد التعاون والتشارك مع إخوانهم ومواطنيهم السوريين، ومع الحكومة التي تخوض تجربة استعادة الدولة وبناء المؤسسات؛ فالجميع معنيُّون بالبناء وبخوض هذه التجربة التي نقلتهم من عهد الظلم والقهر والاستبداد الى عهد جديد نستبشر به خيراً. ونقول  لأهلنا: لنفسح المجال امام هذه الادارة الجديدة، كي تثبت جدارتها وتطمئن ناسها، وتزرع الثقة في مجتمعها أولاً، وتعالج أمور الناس، الذين يحق لهم ان يطمئنوا أولاً، فيمدوا يد العون والتعاون، لبناء سوريا الجديدة على أسس ديموقراطية من العدالة والمساواة".

 وتابع: "إن الموحّدين الدروز عشيرة معروفية إسلامية عربية أصيلة، وأبناءها جديرون بإثبات وطنيتهم وعروبتهم ودينهم، بما لهم من تاريخٍ نضاليٍّ مشرِّف وبما هم عليه من مسلكٍ توحيديٍّ راقٍ، وتجذّرٍ بالأرض والوطن والتراث، وهم ليسوا ليرضوا بأيٍّ انحرافٍ عن الإسلام، الذي هو الدينُ عند الله، "إن ‏الدين عند الله الإسلام"، ولا دين غير الإسلام، وان ‏كان مذهبهم هو التوحيد، لكن عمقه وجذوره هو الإسلام، وإنهم يعتّزون بذلك ولا يقبلون بأيّ إساءةٍ إلى إخوانهم أهلِ السُّنَة وأبناء المذاهب الإسلامية الأخرى ولا إلى إخوتهم المؤمنين إلى أي عائلةٍ روحيةٍ انتمَوا. هذا هو تاريخهم وهذا هو واقعهم وما هم عليه. كما أننا نرفض المخططات التي تدفع الى اعتبارهم ديناً مستقلا او قومية مستقلة، وننبّه إلى تحاشي توجيه ‏خطاب أحد من قادتهم باتجاه خلق قومية خاصة بهم، او خلق حالة عدائية مع أي مذهب إسلامي، وتحديداً مع أهل السنة الذين تجمعهم بهم علاقة وطيدة، أكان في لبنان أو في سوريا ام على امتداد العالمين العربي والإسلامي".

وأردف: إننا ندعوكم أيها الاخوة وندعو الدول العربية والإسلامية والعالمية المؤثرة الى تحمّل ‏مسؤولياتها في ضبط الأمور، وفي منع المخططات المشبوهة، ولجم الخطاب التحريضي. وبالفعل فقد عشنا في الأيام الماضية لحظات عصيبة نتيجة الاتصالات والمشاهد والتسجيلات التي سمعناها، وأثارت المشاعر لدى أهلنا الموحدين، أكان في سوريا ام في لبنان وفلسطين المحتلة، اثارت المشاعر. لكننا وبالرغم من ذلك كنا نعمل على تهدئة الشارع والخواطر وعلى تطمين الناس باننا لسنا متروكين لوحدنا انما العالم من حولنا واخوتنا العرب الى جانبنا وإخواننا المسلمون الى جانبنا ايضاً لكي ندرأ هذا الخطر وهذه الفتنة، التي كان يتوقع البعض ان تتمادى وتستمر، وتهجّر الناس من بيوتهم لا سمح الله، لكننا بالحكمة والوعي دائما نواجه الأمور، ونعتبر ان الحكمة والتعقل هما امضى سلاح واقوى درع في مواجهة أي تحدّ".

وأمل شيخ العقل، "التدخل السريع والدائم والجدّي، لضبط الوضع في سوريا، كي لا ينعكس على الدول المجاورة ولبنان بالتحديد، وقد عملنا بالأمس على تهدئة الناس، كي لا تحصل ردّات فعل بين أبنائنا الموحدين الدروز واخواننا السوريين الموجودين في لبنان واخواننا السنة وغيرهم، ولا نريد الوقوع بالفوضى. وإننا نضع كل قوتنا وجهودنا في سبيل حفظ الوضع، طبعا، وليد هو في المقدمة، في القيادة الحكيمة، وأصحاب السعادة والنواب، الذين أيضا يصلون الليل بالنهار، لكي نمنع هذه الفوضى التي يمكن لا سمح الله ان تقع إذا استمرت الأمور في سوريا نحو الأسوأ. لكن ما حصل البارحة من تفاهمات واتفاقات أكان في جرمانا او السويداء تبشّر بالخير، والعبرة في تنفيذ ما اتفق عليه. أهلنا هناك ليسوا خارجين عن القانون والنظام، بل هم ملتزمون بدولتهم ووطنهم، ويشهد بذلك تاريخ سلطان باشا الأطرش وشكيب أرسلان وكمال جنبلاط وكل القيادات وتاريخ الموحدين الدروز، الذين لم يكونوا يوما خارجين عن القانون ولا عن وطنيتهم وعروبتهم واسلامهم".

من جهته السفير المصري علاء موسى أكد أنه تمّ التوافق خلال اللقاء على وحدة التراب السوري والدولة وبذل الجهود لعدم تكرار الحوادث مستقبلاً.



جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط

أخبار ذات صلة