
الثلاثاء 9 تموز 2024 - 0:04
خاص (أيوب)
أكّد زياد عيتاني رئيس تحرير "أساس ميديا" أنّ "سُنّة لبنان كانوا السبّاقين دون غيرهم من الطوائف والمكوّنات الكريمة في الوطن إلى عبور طريق التغيير بشبابها. ولذا، دُفعت الطبقة السياسية القديمة لألف سبب وسبب للانسحاب من السباق الانتخابي، كما فعل الرؤساء سعد الحريري، نجيب ميقاتي، تمام سلام، والكثير من الشخصيات التي بلغت من العمر السياسي عتيّاً. فرأينا أسماء شابة جديدة تتقدّم الصفوف ترشّحاً فانتخاباً ثم فوزاً". واعتبر عيتاني أنّ "هذه الأسماء الجديدة قد لا تلبّي الطموح ـ وليست هي الهدف المنشود أم ربما هي خيارات سيئة وسيئة جداً، لكنها خطوة أساسية في تكريس مسيرة التغيير. ليس لدينا ساحة للتغيير إلا صندوق الانتخابات؛ قد يُنبت خيراً وقد ينبت سوءاً، لكن لا خيار لنا غيره، وإلا سنتجه جميعاً للصدام والتصدام والحروب والقتل والدماء".
وكان "صالون العروة الثقافية" أقام ندوة حوارية تحت عنوان "أهل الفكر في صناعة تاريخ الأوطان والشباب ودورهم التغييري"، وكان المتحدّث الأول الصحافي والكاتب زياد عيتاني بعد أن قدّمته الأستاذة والشاعرة نجوى الغزال من خلال تعريفها للندوة.
عيتاني قال في مداخلته، إنّ عنوان الندوة "فضفاض أخذ مني ومن الصديقة نجوى شيئاً من النقاش والتراسل بحثاً عن مصطلحات لا تزعج البعض ولا تنغّص جو الندوة الحوارية"، مضيفاً: "لست بمفكّر، ولا بصاحب رؤى فكرية. أنا قارئ إنسان. أملك يداً وقلماً وورقة حاولت استبدالهما بجهاز كمبيوتر، وما زال الصراع مستمراً لتكريس هذا الاستبدال حتى هذه اللحظة. في هذا الصراع، يمكننا الفصل ما بين الشباب والكهولة، وهو فصل لا يتعلّق بسنّ ولا بطاقة هوية، بل يتعلّق بالقدرة على اكتساب المهارة في مباشرة التقنيات التكنولوجية".
ورأى عيتاني أن "لا مجال للتقدّم إلى الأمام إلا بالاعتماد على الشباب. ولا يمكننا أن نفسح مجالاً للشباب إلا بالاعتراف بكهولتنا. هناك كهولة سياسية، وهناك كهولة بدنية، وهناك كهولة أفكار، وهناك كهولة إبداع. علينا أن نمتلك الشجاعة الكافية الوافية كي نقول: لقد أصاب الشيب أفكارنا وهمّتنا واندفاعنا وعزيمتنا وقدرتنا على القتال والمقاومة والعمل ليل نهار".
واعتبر أنه لا يمكن أن يساهم الشباب في التغيير إلا عبر الانخراط بالعمل العام وتحديداً العمل السياسي. ولا مجال للانخراط بالعمل السياسي في لبنان إلا عبر صندوق الانتخابات البلدية والنيابية، وحتى ضمن المؤسسات الاهلية من جمعيات وما شابهها".
وختم عيتاني قائلاً: "هذه بوابة التغيير. وهذا هو المقصد من كلّ ما نسعى إليه ونرجو أن يتحقّق. لبنان يزهر بشبابه، ونحن الكهول أحبتي عمراً وفكراً وهمّة، أدعوكم كي نكون سنداً لهؤلاء الشباب وأوصيكم به ثلاث:
1- لا تسكتوا أصواتهم.
2- لا تقمعوا أفكارهم.
3- دعوهم يرتدون ويأكلون على هواهم".
ومن ثَمّ تناوب على الحديث كلُّ من النائب الدكتور بلال الحشيمي، والعميد الدكتور أحمد رباح، والأساتذة هشام عليوان، محمد برو، إخلاص العمقي، علي الطفيلي، حسام المكحل، قاسم الميس، عبد العليم أبو شاهين، محمد أمين، إبراهيم الحشيمي، سوسن عراجي، الدكتور زكريا أبو شاهين، الدكتورة لمياء دلة، الصحافي زياد العسلي.
وخلص اللقاء إلى أنّ مسيرة التغيير للوصول إلى وطن يحتضن جميع أبنائه، لا بدّ لأهل الفكر أن يأخذوا دورهم في بناء المؤسسات وإعطاء الشباب دورهم في قيادتها على مبدأ الكفاءة لا المحاصصات الطائفية والاحتكام للقانون وخاصة قانون انتخابي يحقّق العدالة والمساواة، وإرساء الأسس الصحيحة للعيش المشترك.
جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط