الاثنين 23 أيلول 2024 - 0:09
في رواية إسرائيلية جديدة لتفاصيل عملية تفجير أجهزة البيجر وأجهزة اللاسلكي يومي الثلاثاء والاربعاء الفائتين. نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر إسرائيلية وأجنبية إنه تمّ تفجير أجهزة البيجر في لبنان "بشكل فردي"، أي استهداف كلّ جهاز على حدة، وإنّ المسؤول عن التخطيط للعملية برمتها عميلة استخبارات يبلغ عمرها حوالي 30 عاماً.
وقال تقرير القناة التلفزيونية الإسرائيلية إنّ كل جهاز من أجهزة النداء التي انفجرت بأصحابها، الثلاثاء الماضي، "تمّ تفجيره بشكل فردي، حيث كان المهاجمون يعرفون من هو المستهدف، وأين هو، وما إذا كان هناك آخرون على مقربة منه".
وأشارت القناة إلى أنّ المهاجمين حرصوا "على ضمان إصابة الشخص الذي يحمل جهاز النداء فقط بالانفجار. كان لكلّ جهاز نداء ترتيباته الخاصة. بهذه الطريقة كان من الممكن التحكّم في من يستهدف ومن لا يستهدف".
ويقول التقرير: "كانوا يعرفون انتماء الشخص وأين مكانه حتى لا يصاب بائع الخضار في السوبر ماركت"، في إشارة إلى مقطع تمّ تداوله في أعقاب الانفجار لسقوط أشخاص في متجر لبيع الخضراوات.
في المقابل، أصرّ بعض الأكاديميين على أنّ الانفجارات كانت "محدّدة بدقة"، لأنّ الأجهزة "وُزّعت على أعضاء حزب الله".
وينقل التقرير الإسرائيلي الجديد عن مصدر أمني أجنبي إنّ "عشرات الآلاف من أجهزة النداء" تمّ إنتاجها، وتم تصنيعها مع سابق معرفة أنّ العميل سوف يفحصها بعناية، وكان لا بدّ أن تعمل الأجهزة بشكل صحيح ولا تظهر أنها محمّلة المتفجرات، وأن يظلّ مظهرها ووزنها دون تغيير.
وقال رونين بيرغمان، وهو مراسل استقصائي يعمل لصالح صحيفة "نيويورك تايمز" وصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إنّ "المخطط برمّته كان من تدبير عميلة استخباراتية لامعة، لا يتجاوز عمرها الثلاثين عاماً، في مكان ما في الشرق الأوسط".
ويقول التقرير إنّ المسؤول عن العملية قرر إنشاء مصنع لإنتاج الأجهزة من الصفر حتى "لا يكون جهازاً نتلاعب به، بل جهازاً ننتجه".
واتهم حزب الله إسرائيل بالوقوف وراء تفجيرات البيجر، إلا أنّ إسرائيل رفضت هذه الاتهامات. وأعرب الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، الأحد، عن "رفضه وجود صلة" لبلاده بالتفجيرات، مشيراً إلى أنّ "هناك العديد من الأعداء لحزب الله".
ويقول التقرير، إنّ حزب الله اشترى المزيد من أجهزة النداء بعد مقتل قائده العسكري، فؤاد شكر، في غارة إسرائيلية في بيروت في تموز، واستخدمها بعد ذلك على نطاق أوسع بسبب حذره المتزايد من استخدام الهواتف المحمولة. كان من الأفضل أن يتعرض العدد الكبير من مسلحي حزب الله الذين انفجرت أجهزتهم لإصابات بالغة بدلاً من قتلهم، بهدف الضغط على الخدمات الصحية في لبنان، وزيادة الضغط المحلي على حزب الله.
وقال مصدر للقناة إنّ إسرائيل أمضت سنوات في تطوير هذه القدرات لاستخدامها ضدّ حزب الله وإيران، لكن لم تشمل الخطط حماس لأنها قللت من تقدير الخطر الذي تشكله الأخيرة، وهو ما يفسر جزئياً الفشل في منع هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وقال إيال حولاتا، مستشار الأمن القومي السابق، للقناة 12 بعد بث التقرير إن الآلاف من الإسرائيليين يعملون منذ سنوات على إنشاء قدرات لضمان الأمن لإسرائيل. ويقول: "هناك المزيد من القدرات مثل هذه"، في إشارة إلى الأحداث الأخيرة في لبنان.
*نقلاً عن الحرة
جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط