قضايا وتقارير


بقاع خليل الميس يرفض باسيل



الأحد 1 أيلول 2024 - 0:23

لو عاد الزمان أسبوعاً واحداً إلى الوراء لكان النائب جبران باسيل اتخذ قراراً واحداً دون تردّد لا زيارة للبقاع ولا لقاء مع البقاعيين. ما أراده النائب باسيل من زيارته المرتقبة إلى البقاعيّن الغربي والأوسط لجهة فتح كوة في جدار البيئة السنّية، أو لجهة تأكيد انتشاره على كامل الخارطة اللبنانية جاءت نتائجه عكسية، حيث تساقطت الزيارة بمحطاتها الإسلامية سنّية وشيعية، كما تتساقط أحجار الدومينو الواحدة تلو الأخرى. فيما الصدى المسيحي لم يكن كما يشتهي،  فانتقد النائب عن دائرة زحلة وعضو تكتل "الجمهورية القوية" الياس اسطفان الزيارة قائلاً: "هذا منظر زحلة صباح اليوم! زحلة تحت الحصار بسبب زيارة نائب اسمه جبران باسيل.أقفلت الطرقات بكل العناصر التابعة لجميع الأجهزة الأمنية.منعت كما سائر القاطنين في الجوار من مغادرة بيوتنا وكأننا في ساحة حرب. إنه تسخير الدولة لمصلحة أشخاص. إنه الخوف من مواجهة الناس. زحلة أكبر منكم جميعاَ".

وبالعودة إلى نكسة باسيل في البقاع، فبعد أن ألغيت زيارته إلى أزهر البقاع واعتذار المفتي علي الغزاوي عن استقباله. ألغيت محطة بر الياس مع تجمهر الشباب البقاعي متظاهراً قاطعاً الطريق رافضاً دخول النائب باسيل إلى الضيعة، فيما النكسة الثالثة كانت في قرية "ماسا" ذات الأغلبية الشيعية حيث وجهت الدعوات وفقاً لمعلومات "أيوب" لألف شخص ولم يتجاوز الحضور الـ200، فيما كان لافتاً غياب المشاركة الفاعلة للثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل.

وكان قد باسيل قد بدأ جولته في قضاء زحلة بزيارة المتروبوليت نيفن صيقلي الذي تداول معه بشؤون أهالي زحلة. وقال: "إننا بدأنا يومنا هذا في زحلة من زيارة كنيسة الفرح، وهذا دليل على تمسكنا بالأرض وايماننا المسيحي أبعد من المذاهب"، مشيراً الى أن "المصالحة تتطلب أن يكون الإنسان متصالحاً مع نفسه".

وعن الحرب في غزة، أشار إلى أنه "لا أخبار جيدة قريبة لاننا نعيش صراعاً وجودياً في المنطقة طالما هناك فكر إلغائي وهناك من يعتدي علينا".

واضاف: "ما نستطيع عليه في موضوع الدولة مثلاً في موضوع الرئاسة نستطيع القيام به"، مؤكداً  أنه "من غير المسموح أن نترك بلدنا في هذه الحالة وفي الفراغ، ونحن كما تصدينا لهذا الأمر في السابق نناضل لإصلاح جزء من الاعوجاج في الإدارة، وللأسف هناك اعتقاد لدى البعض لإعادتنا الى مرحلة 1990- 2005، وهذا لن يصح".

ورأى أنّ "الوقت الراهن ليس مناسباً للمشاحنات بل يجب أن نتضامن مع بعضنا كل من موقعه ولكن المهم في الأساسيات أن نكون واعين"، مشدداً على انه "ليس بالتحدي أو الانعزال أو بالرهان على الخارج يمكن أن يكون هناك طريق للخلاص".

بعدها انتقل باسيل إلى كنيسة مار جرجس للسريان الارثوذكس حيث التقى المطران بولس سفر وناقش معه أموراً زحلية. ثم توجه إلى شرقي زحلة وتحديداً إلى كنيسة مار تقلا في تربل، حيث تطرق خلال لقائه مع وفد من أهالي القرية إلى مشكلة الكسارات الموجودة في هذه القرى.

وتابع باسيل جولته الزحلية، فكانت المحطة الأخيرة في ماسا، حيث أقام محمود ناصر الموسوي غداءً على شرفه. وأشار باسيل في كلمة له في الغداء الى أنه  "في كل مرة نأتي الى منطقة لنسمع الناس ونتعرف على المناطق اللبنانية وعلى مشروع جديد". وأكد أنّ "الأهم في بلدنا هو تنوعنا واختلافنا عن بعضنا هو سبب لغنانا، وعندما نكون مختلفين عن بعضنا يجب أن نحدد مساحات الاختلاف والاتفاق".

وأشار إلى أن "اللامركزية هي إنماء مناطقي، وكل منطقة لديها إمكاناتها". ولفت إلى أن "مشكلة الحكومة المركزية هي أننا نربط حقوق الناس بهوى ورغبة الوزير، وما تساعد فيه اللامركزية هو عدم وجود هذا الأمر".

 وشدد على أن "اللامركزية تختلف عن التقسيم، ونحن شعب نحرم انفسنا من ثرواتنا لأننا نسير خلف الشعارات من دون أن نفهم معنى الفكرة".

وأضاف: "الصحيح أن يكون اختيار رئيس الجمهورية والحكومة وغيره استحقاقا داخليا، وان نقوم نحن بالاختيار"، لافتاً إلى أن "الخطر الإسرائيلي يجب ألا نختلف عليه، وإلى أن ما تقوم به إسرائيل بغزة هو حقيقتها. وعندما نواجه هذه الحقيقة بهذا الشكل نكون نرفضها".



جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط

أخبار ذات صلة