الأحد 22 أيلول 2024 - 0:05
مع تصاعد حدة القتال بين حزب الله وإسرائيل، وتركيز الأخيرة على هدف "إعادة سكان الشمال" إلى منازلهم في المناطق الحدودية مع لبنان، بدأ الخوف يتملك بعض سكان غزة، من إمكانية أن تطغى تلك التطورات على ما يعانونه، في وقت يقترب فيه فصل الشتاء وسط أزمة إنسانية حادة في القطاع.
ومنذ نحو عام، تستمرّ الحرب في قطاع غزة، بين إسرائيل وحركة حماس. لكن الأنظار أصبحت موجهة بشكل أكبر في الوقت الحالي نحو التوترات المتصاعدة بشكل كبير على الجبهة اللبنانية، حيث صعّدت إسرائيل من هجماتها ضد حزب الله.
وتعرضت أجهزة اتصال ينتشر استخدامها بين عناصر حزب الله، لتفجيرات يومي الثلاثاء والأربعاء، مما أسفر عن سقوط قتلى وآلاف الإصابات. واتهمت السلطات اللبنانية وحزب الله إسرائيل بالوقوف وراء الهجمات، غير أنّ الأخيرة لم تعلق على الأمر.
ويوم الجمعة، شنّ الجيش الإسرائيلي غارات جوية على مناطق بالضاحية الجنوبية في بيروت، قال إنها استهدفت قيادات بارزة في حزب الله. وأعلنت بيروت مقتل 37 شخصاً جراء الغارات، من بينهم أطفال.
وأعلن حزب الله مقتل قيادات في صفوفه في تلك الغارة، أبرزهم إبراهيم عقيل وأحمد وهبي.
وبالعودة إلى غزة، قال محمد المصري (31 عاماً)، الذي اضطر للنزوح عدة مرات بسبب القصف المتواصل، لصحيفة "نيويورك تايمز": "من المؤسف أن نرى توجه الاهتمام نحو الضفة الغربية أو لبنان".
وتابع: "لا نعرف ما سيحدث هنا، الأمر ليس مجرد اكتئاب أو بؤس، بل كارثة مرعبة. الوضع يزداد سوءاً وبشكل متواصل".
وأعلن الدفاع المدني الفلسطيني، أمس السبت، عن مقتل 19 شخصاً في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزة، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه "استهدف عناصر من حركة حماس كانوا يختبئون فيها".
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إنّ من بين القتلى "13 طفلاَ و6 نساء" إحداهن حامل، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس.
منجانبه، قال الجيش الإسرائيلي في بيان له، إنه "نفّذ غارة استهدفت إرهابيين كانوا يعملون داخل مركز قيادة وسيطرة تابع لحماس في مدينة غزة"، مضيفاً أنّ الهدف كان "داخل" مدرسة الفلاح المجاورة لمباني مدرسة الزيتون.
وأضاف الجيش أنه "اتخذ إجراءات للتخفيف من مخاطر إلحاق الأذى بالمدنيين، بما في ذلك استخدام أسلحة دقيقة".
ويؤكد تقرير لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، نشر الخميس، أنه مطلع عام 2024 "تمّ إتلاف ما بين 80 و96 بالمئة من السلع الزراعية في غزة، بما في ذلك شبكات الريّ ومزارع المواشي والبساتين والآلات ومرافق التخزين، مما فاقم "مستويات انعدام الأمن الغذائي المرتفعة أصلاً".
وأضاف التقرير أنّ "الدمار أصاب أيضاً القطاع الخاص بشدة، حيث تعرضت 82 بالمئة من الشركات، التي تعتبر المحرك الرئيسي لاقتصاد غزة، للضرر أو الدمار".
ويدفع الوسطاء (الولايات المتحدة ومصر وقطر) في المفاوضات المستمرة على مدار أشهر بين حماس وإسرائيل، للتوصل إلى اتفاق هدنة بين الجانبين، يفضي إلى وقف القتال والإفراج عن الرهائن المختطفين لدى حماس في قطاع غزة، مقابل إفراج إسرائيل عن سجناء فلسطينيين. لكن تتعثر المفاوضات باستمرار، وسط اتهامات بين إسرائيل وحماس بالتعنت والتمسك بمطالب لا يقبل بها الطرف الآخر.
وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، على أنّ إسرائيل لن تنهي الحرب قبل أن "تحقق أهدافها"، وأبرزها "القضاء على حماس، وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم" على الحدود مع لبنان.
*نقلاً عن الحرة
جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط