
الثلاثاء 4 شباط 2025 - 0:10
رعى العلامة السيد علي فضل الله الاحتفال التكريمي للشهيدة وفاء محمود قليط زوجة الاعلامي محمد عبدالوهاب عمرو والتي استشهدت بالعدوان الصهيوني على المعيصرة بتاريخ 25 أيلول 2024 والذي اقيم في مركز الإمام علي(ع) الثقافي في بلدة المعيصرة بحضور شخصيات دينية وبلدية واجتماعية وثقافية وعسكرية وشعبية.
استهل الحفل بآي من القرآن الكريم، ثم القى العلامة فضل الله كلمة اعتبر في بدايتها ان احياء هذه المناسبات الأليمة والحزينة يمثل فرصة حقيقية للوقوف مع أنفسنا لمحاسبتها، وللعمل على تحصينها حتى نكون قادرين على مواجهة التحديات والصعوبات التي تعترضنا؛ فمسؤوليتنا في الحياة لا تقتصر على العبادات والواجبات التي امرنا الله بها، بل نحن معنيون بأن تترك أثراً طيباً وعملاً صالحاً في كل الدوائر التي نتحرك فيها.
وأكد أنّ كل الرسالات والاديان حملت القيم نفسها وسعت لأن تكون هي الفاعلة والحاكمة في المجتمع لتوجه حركة عملنا وسلوكنا المجتمعي، مشيراً إلى ضرورة تعزيزها وتأصليها، بدلاً من تهميشها أو اختزالها لمصلحة الانانيات والعصبيات والمصالح الخاصة والذاتية.
وأضاف سماحته: مشكلتنا في هذا الشرق أننا حوّلنا الأديان إلى عشائر متناحرة انعكست توتراً واختلافاً بين اتباعها. لذلك، ومن هنا ادعو إلى اطلاق القيم في الفضاء الواسع لأننا عندما نحتكم إليها لن يبقى هناك من يشعر بظلم أو غبن أو اضطهاد او من يقبل باحتلال لأرضنا أو استباحة لسيادة وطننا، وان مواقفنا وكلماتنا ستكون نابعة من وحي هذه القيم وليس من انفعالاتنا مصالحنا. وعندما نفكر بهذه الروحية نستطيع أن نشكل الحكومة في أقرب وقت بدلاً من الصراع على هذه الحقيبة أو تلك او انتظار كلمة من هذه الدولة او ذاك المحور.
وتابع سماحته: لنفكر بانسان هذا الوطن وكيف نبني له دولة العدالة والمساواة بدلا من دولة الطوائف والمذاهب وتقاسم الغنائم والتقاتل على الحصص داعياً إلى اعتماد الكفاءة والنزاهة والشفافية في اختيار من يتولون مناصب وزارية محذراً من التأخير ولاسيما اننا أمام مخاطر محدقة بهذا الوطن وهذه المنطقة ممن لا يريد خيراً لهذه الأمة بحيث تملك كل عناصر القوة والثبات، ويريد هذا الوطن ضعيفاً، وان يسيطر الاحباط على ناسه داعياً إلى وضع خطة ينخرط فيها الجميع من أجل حماية سيادة هذا الوطن ومواجهة كل الاخطار التي تتهدده.
وتحدث سماحته عن مزايا الشهيدة وفاء التي عاشت كل حياتها بكل مسؤولية وصبر وثبات رغم ما تعرضت له من اصابة من عدوان لئيم وهي طفلة، ولم تمنعها هذه الاصابة من اكمال رسالتها في هذه الحياة حتى نالت شرف هذه الشهادة وهي التي تربت في بيت أهلها على القيم ونهلت منه وسعت ان تبني اسرة سعيدة صالحة تكون على صورة هذه التربية. ولقد ارتبطت بالاخ العزيز محمد، وعاشا هذا الارتباط الفكري والثقافي والايماني من خلال حبهم للمرجع فضل الله (رض) وارتباطهم بمنهجه الحواري والوحدوي.
جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط