الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024 - 0:00
خاص (أيوب)
من المتوقع أن يعلن مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر موافقته اليوم على قرار وقف اطلاق النار في لبنان. قرار إن صدقت كل التوقعات والأخبار شكّل مفاجأة للكثيرين الذين توقعوا أنّ الحرب في جنوب لبنان ستطول إلى ما بعد استلام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مقاليد الحكم في البيت الأبيض.
لماذا وافق رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وقف اطلاق النار؟
مصادر دبلوماسية في بيروت أشارت لـ"أيوب" أنّ قبول بنيامين نتنياهو لقرار وقف اطلاق النار جاء بفعل 4 عوامل:
1- الضغط الأميركي الكبير الذي وصل إلى درجة تهديد المبعوث الأميركي آموس هوكستين بالانسحاب من الوساطة، وتخوّف نتنياهو أن يصل الغضب الأميركي إلى مرحلة قيام الرئيس الأميركي بايدن في آخر أيام عهده، باتخاذ قرارات أحادية ضد حكومته، وهو ما سيسبب له نكسة كبرى خاصة في الجانب العسكري لجهة التمويل والذخائر.
2- تأزم الوضع الداخلي في إسرائيل بخاصة بين المؤسسة العسكرية من جهة، والحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو من جهة أخرى، والذي بدأ ينعكس على الجبهتين في غزة وجنوب لبنان مع امتناع بعض الجنرلات على الذهاب بعملية اجتياج بري أوسع في لبنان.
3- نقص العديد في صفوف الجيش الإسرائيلي وحالة الارهاق التي أصابت الجيش من جراء سنة من القتال في غزة.
4- ارتفاع وتيرة الضربات الصاروخية التي ينفذها حزب الله كمّاً ونوعاً ومسافة.
بالمقابل، البروفيسور الإسرائيلي والخبير في الشؤون العسكرية آفي برئيلي كتب في صحيفة "يسرائيل هيوم" مقالة تحت عنوان "يجب عدم التسرع في الشمال"، أبرز ما جاء فيها: "ينتهج نتنياهو موقفاً أقل تطلباً. ومن المحتمل أنه يقدّر أن حزب الله لن يوافق على مطلب أن تتمتع إسرائيل بالحرية العسكرية للتصدي لعودته إلى الجنوب. وهذا الرهان يشبه رهاناته في مناوراته السابقة في المفاوضات بشأن "صفقة المخطوفين"، فاستبق طلب "حماس"، غير المنطقي، بالحصول على ضمانات عربية ودولية لمنع إسرائيل من الهجوم، بعد إعادة المخطوفين، وترك مخطوفين آخرين في الأنفاق. لكن مناورة كهذه يمكن أن تفشل في لبنان، لأن إيران تتخوف كثيراً مما ينتظرها لدى عودة ترامب إلى واشنطن، بعد الضربات القاسية التي تعرّضت لها دفاعاتها الجوية، وتلك التي تعرّض لها حزب الله.
في إمكان إسرائيل عدم الموافقة على وقف إطلاق النار الآن، بينما لم تُحسم المعركة ضد إيران بعد، وبينما تحتل قواتها مساحة خالية من السكان، وتقع ضمن إطلاق مباشر للنار من شمال الحدود. ومن الممكن التوصل إلى وقف إطلاق نار أكثر استقراراً، فقط بعد استعادة لبنان سيادته من خلال نزع سلاح حزب الله، حينها فقط، يمكن أن ينسحب الجيش الإسرائيلي إلى الحدود الدولية".
جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط