دولي وعربي


لماذا غضبت واشنطن لاغتيال نصر الله؟

الأربعاء 9 تشرين الأول 2024 - 0:00

خاص (أيوب)

كشف موقع  أكسيوس في تقرير له أمس الثلاثاء، أنّ نتنياهو لم يخبر بايدن مسبقاً بنيته اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، بل إنه تظاهر بقبوله اتفاق الهدنة مع حماس ووقف إطلاق النار في جنوب لبنان، في الوقت الذي كان يخادع فيه إدارة بايدن ويقوم بعمليات الاغتيال. ونتيجة لذلك، أصبحت إدارة بايدن غير واثقة بشكل متزايد مما تقوله الحكومة الإسرائيلية عن خططها العسكرية والدبلوماسية في الحرب متعددة الجبهات التي تخوضها، وذلك بحسب ما قاله أربعة مسؤولين أميركيين لأكسيوس.

وتتفاقم أزمة الثقة بين الحليفين، بسبب الردّ الانتقامي الذي تخطط إسرائيل له ضد إيران، وهو ما يتطلب التنسيق مع الولايات المتحدة في حالة ردّ إيران على الردّ.

وقال مسؤول أميركي إنّ "ثقتنا بالإسرائيليين منخفضة جداً في الوقت الحالي، ولسبب وجيه". وقال مسؤولان أميركيان لموقع أكسيوس إنه خلال مكالمة هاتفية يوم الجمعة الماضي أخبر مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر أنّ الولايات المتحدة تتوقع "الوضوح والشفافية" من إسرائيل بشأن خططها للانتقام من إيران لأنه سيكون له تداعيات على القوات والمصالح الأميركية في المنطقة.

وقال أحد المسؤولين إنّ سوليفان كان يشير إلى أنه إذا كانت الولايات المتحدة لا تعرف ما يخطط الإسرائيليون للقيام به، فلن تكون حاضرة تلقائياً للمساعدة في صدّ هجوم صاروخي إيراني آخر.

 ويقول المسؤولون الأميركيون إنّ إدارة بايدن فوجئت عدة مرات مؤخراً بالعمليات العسكرية أو الاستخباراتية الإسرائيلية.

في بعض الحالات، لم تتمّ استشارة الولايات المتحدة أو إخطارها مسبقاً،

أو جرى تنبيهها حين كانت الطائرات الإسرائيلية في طريقها بالفعل لشنّ غارة جوية في مكان ما في الشرق الأوسط.

لم يخبر الإسرائيليون إدارة بايدن مسبقاً عن الخطوة الدراماتيكية لاغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران. بل إنّ الاغتيال حدث بعد عدة أيام من إبلاغ بنيامين نتنياهو الرئيس بايدن في المكتب البيضاوي أنه سيتخذ خطوات لإحراز تقدم نحو اتفاق مع حماس لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم، ووقف إطلاق النار في غزة.

كما كانت الولايات المتحدة في الظلام بشأن خطط إسرائيل لتفجير أجهزة الاستدعاء وأجهزة الاتصال اللاسلكي التي يستخدمها أعضاء حزب الله في لبنان عن بعد، وكذلك اغتيال زعيم الحزب حسن نصر الله في بيروت.

وقال مسؤولون أميركيون إنّ وزير الدفاع لويد أوستن كان غاضباً عندما أخبره نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت عن اغتيال نصر الله قبل دقائق من إلقاء الطائرات الإسرائيلية قنابلها فوق بيروت.

ورأى أوستن أنه خرق للثقة من قبل غالانت لأن الإخطار المتأخر لم يسمح للبنتاغون باتخاذ تدابير لحماية القوات الأميركية في المنطقة، كما قال مسؤولون أميركيون.

وقال مسؤولون إسرائيليون إنّ غالانت أبلغ أوستن أنّ نتنياهو أمره بعدم إخطار الولايات المتحدة مسبقاً.

ومن الحالات الأخرى التي غذّت عدم الثقة والشكّ في البيت الأبيض تخبط نتنياهو بشأن مبادرة وقف إطلاق النار التي تقودها الولايات المتحدة في لبنان. فقد أعلن بايدن عن المبادرة بعد أن فهم مستشاروه من نتنياهو وديرمر أنّ إسرائيل كانت موافقة على المبادرة ليتبين أنّ الإسرائيليين تراجعوا.

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لموقع أكسيوس إنّ نتنياهو لم يتراجع عما قاله للولايات المتحدة،  وادعى أنّ سبب ما حدث هو سوء تفاهم بين الطرفين.

وفي الأيام الأخيرة، أثارت إدارة بايدن أسئلة مع إسرائيل حول صدور أمر من القوات الإسرائيلية للمدنيين الفلسطينيين في شمال غزة لإخلائه.

وقال مسؤولون أميركيون إنهم قلقون من فرض حصار إسرائيلي على شمال غزة، وأنّ الفلسطينيين الذين يغادرون الشمال لن يتمكنوا من العودة.

وقال مسؤولون أميركيون إنّ إدارة بايدن أبلغت الإسرائيليين أنّ مثل هذه الخطوة ستكون انتهاكاً للقانون الدولي والقوانين الأميركية.

لكن مسؤولين أميركيين قالوا إنّ الإسرائيليين أخبروهم أنهم لا ينوون تهجير الفلسطينيين بشكل دائم من شمال غزة أو فرض حصار على المنطقة، وأنها عملية مؤقتة للجيش الإسرائيلي.

لكن المسؤولين الأميركيين أخبروا أكسيوس أنهم لا يعرفون ما إذا كان الإسرائيليون صادقين. بل إنهم "يقولون لنا ما نريد أن نسمعه - المشكلة هي انعدام الثقة"، بحسب مسؤول أميركي.



جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط

أخبار ذات صلة