
الأحد 19 كانون الثاني 2025 - 0:02
خاص (أيوب)
يبدأ اليوم الأحد، تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، وسط مخاوف من بروز عوائق إسرائيلية في اللحظات الاخيرة، نظراً لأن الاتفاق الحالي هو نفسه في المبادئ ومضمونه والآليات مع بعض التعديلات، للاتفاق السابق الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن في أيار الماضي، بوصفه النسخة الإسرائيلية، والتي وافقت عليها حماس بعد أيام قليلة، ثم رفضه نتنياهو آنذاك. وقبل ساعات من بدء التنفيذ، تأكد أكثر فأكثر، بأن دونالد ترامب هو الذي ضغط على نتنياهو كي يقبل بالاتفاق. وفي حين شنّ الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية في أنحاء القطاع فور الإعلان عن الاتفاق يوم الأربعاء الماضي، في استفزاز مقصود، معروفة أهدافه، قال نتنياهو أمس السبت إن حماس لم تقدّم بعد قائمة بأسماء الرهائن الذين سيُطلق سراحهم اليوم الأحد كجزء من المرحلة الأولى مؤكداً أن إسرائيل لن تمضي قدماً في الاتفاق حتى تقديم هذه القائمة. وبما يخالف الاتفاق، أعلن نتنياهو أن إسرائيل لن تخفض عدد القوات الإسرائيلية في ممر فيلادلفي بين القطاع ومصر، بل ستزيدها خلال المرحلة الأولى، في حين أن الاتفاق ينص على خفض القوات الإسرائيلية تدريجياً في منطقة الممر خلال المرحلة الأولى، وتكمل انسحابها من الممر بحلول اليوم الخمسين.
بالمقابل، قال الرئيس المنتخب دونالد ترامب إنه من الأفضل صمود اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن وذلك في حوار في قناة إن بي سي نيوز. واضاف ترامب إنه قال لتنياهو: "فقط استمر في فعل ما عليك القيام به. هذا يجب أن ينتهي. نريد أن ينتهي الأمر". وحسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، فإن تهديد ترامب بنار جهنم، إن لم يتم الاتفاق، في 20 الشهر الجاري، لم يكن موجهاً فقط إلى حماس، ولكن أيضاً إلى إسرائيل. ووفقاً لـ"تايمز أوف إسرائيل" يوم الثلاثاء الماضي، فإن لقاء نهاية الأسبوع الماضي بين نتنياهو وموفد ترامب ساده التوتر مما أدى إلى انفراجة في المفاوضات بشأن الرهائن، حيث بذل مبعوث ترامب مجهوداً في إقناع نتنياهو في لقاء واحد أكثر مما بذله الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن طوال العام.
أما الإسرائيليون الموجودون على القائمة، والذين سيُطلق سراحهم خلال 42 يوماً، فهم ما يسمى بالحالات "الإنسانية": النساء والأطفال وكبار السن والضعفاء. وتتضمن القائمة 12 امرأة وطفلاً، و11 رجلاً أكبر سناً، و11 رجلاً آخر تحت سن الـ50. ولم تُبلغ إسرائيل بعدد الأشخاص الذين ما زالوا على قيد الحياة من بين الثلاثة والثلاثين، رغم أنها تتوقع أن يكون أغلبهم على قيد الحياة. وستتلقى إسرائيل تقريراً كاملاً عن حالة جميع الأشخاص الموجودين على القائمة بعد سبعة أيام من وقف إطلاق النار. وذكرت بعض التقارير الإعلامية غير المؤكدة أن إسرائيل أصرت على استلام الأحياء من بين الثلاثة والثلاثين أولاً، مع إعادة الجثث في النهاية. ولم يُعرف بعد ترتيب الإفراج عن الرهائن. ومن المتوقع أن يُكشف عن هويات أولئك الذين من المقرر أن يعودوا قبل 24 ساعة من كل عملية إطلاق سراح.
وسيتضمن جدول الإفراج عن الرهائن عودة ثلاثة رهائن في اليوم الأول من وقف إطلاق النار، وأربعة آخرين في اليوم السابع. وبعد ذلك، سيُطلق سراح ثلاثة رهائن كل أسبوع على مدار أربعة أسابيع. وأخيراً، 14 رهينة في الأسبوع السادس والأخير من المرحلة الأولى. وبالإضافة إلى الأىسرى الـ 33 في القائمة، هناك 58 إسرائيلياً آخرين محتجزين لدى حماس، الكثيرون منهم ليسوا أحياء. ومن المقرر إعادتهم كجزء من المرحلة الثانية من الصفقة، إذا تم تنفيذها، والتي ستشهد أيضاً وقف إطلاق نار دائم في غزة.
بالمقابل، من المتوقع أن تفرج إسرائيل في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى مع حماس عن 1904 أسيراً فلسطينياً. وتشمل هذه القائمة 737 معتقلاً وأسيراً أمنياً، بما في ذلك عدد كبير من الأسرى الذين يقضون أحكاما بالسجن المؤبد بتهمة القتل، ومن بينهم أعضاء في حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني وحركة فتح، إلى جانب النساء والأطفال المحتجزين في السجون الإسرائيلية. ومن بينهم 150 من ذوي المؤبدات، و100 أسير من ذوي الأحكام العالية. كما ستفرج إسرائيل عن 1167 فلسطينياً اعتقلوا في قطاع غزة خلال الهجوم البري الذي شنه الجيش الإسرائيلي، والذين لم يشاركوا في الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر 2023.
مقابل كل من النساء والأطفال وكبار السن سيُطلق سراح 30 أسيراً فلسطينياً؛ ومقابل كل الرهائن التسعة المرضى سيُطلق سراح 110 أسرى؛ ومقابل كل من الجنديات سيُطلق سراح 50 أسيراً؛ مقابل كل من الرهينتين أفيرا منغيستو وهشام السيد اللذين احتجزا في غزة لمدة عشر سنوات، سيُطلق سراح 30 أسيراً، بالإضافة إلى 47 فلسطينياً كان جرى إطلاق سراحهم في صفقة جلعاد شاليط عام 2011 وأعيد اعتقالهم؛ وفي المرحلة الأولى ستطلق إسرائيل سراح أكثر من ألف أسير من غزة.
جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط