دولي وعربي


عقبة أخيرة أمام الاتفاق بين حماس وإسرائيل

الأحد 7 تموز 2024 - 0:08

خاص (أيوب)

أشاع تقرير لموقع "تايمز أوف إسرائيل" أمس السبت تفاؤلاً حذراً بإمكانية عقد اتفاق التبادل بين إسرائيل وحماس، بعد الزيارة التي قام بها يوم الجمعة رئيس الموساد ديفيد برنياع على رأس وفد صغير إلى قطر حيث قابل المسؤولين هناك، لمناقشة ردّ حماس الجديد على المقترح الإسرائيلي الأخير. وكانت حماس وافقت مبدئياً على الاقتراح الذي تدعمه واشنطن عقب التنازل عن مطلب رئيسي وهو أن تلتزم إسرائيل مسبقاً بإنهاء كامل للحرب، بحسب ما قالته حماس ومسؤول مصري يوم السبت.

وفي الوقت نفسه، يبدو أنّ العقبة الأخيرة أمام البدء بالهدنة بمراحلها الثلاث، هي رغبة حماس في الحصول على "ضمانات مكتوبة" من الوسطاء بأن إسرائيل ستواصل التفاوض على اتفاق دائم لوقف إطلاق النار بمجرّد دخول المرحلة الأولى حيّز التنفيذ.

وأوضح ممثّل حماس لوكالة أسوشيتد برس أنّ موافقة الحركة جاءت بعد تلقيها "التزامات وضمانات شفهية" من وسطاء بأن الحرب لن تستأنف بعد انتهاء المرحلة الأولى، وأنّ المفاوضات ستستمر حتى يتمّ التوصّل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

بالمقابل، ووفقاً لتقرير "والا" الإخباري الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي، فقد أبلغ رئيس الموساد الوسطاء القطريين بأن إسرائيل ترفض طلب حماس بالحصول على ضمانات مكتوبة من الوسطاء بأن المفاوضات المتعلّقة بالمرحلة الثانية من وقف إطلاق النار يمكن أن تمتدّ إلى أجل غير مسمى إذا لزم الأمر، وإلى أن يتمّ الاتفاق على المرحلتين الثانية والثالثة. فيما ذكر موقع أكسيوس الأميركي أنّ واشنطن تعمل على التوصل إلى حلّ وسط بشأن هذه المسألة، فيكون مقبولاً لكلا الجانبين.

وإذا تمّ التوصّل إلى اتفاق، فقد يؤدّي ذلك إلى أول وقف للقتال منذ تشرين الثاني الماضي، ويمهّد الطريق لمزيد من المحادثات بشأن إنهاء الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر. لكن جميع الأطراف حذّروا من أنّ التوصّل إلى اتفاق لا يزال غير مضمون.

وقال مسؤولان من حماس ومصر، لم يكشفا عن هويتهما، إنّ الاتفاق المرحلي سيشمل أولاً وقفاً كاملاً لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع حين يُطلق سراح عدد من الأسرى، بمن فيهم النساء وكبار السنّ والجرحى، مقابل إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين. وخلال هذه الهدنة، ستنسحب القوات الإسرائيلية من المناطق المكتظة بالسكان في غزة، وتسمح بعودة النازحين إلى ديارهم في شمال غزة.

وفي الأثناء كذلك، ستتفاوض حماس وإسرائيل والوسطاء أيضاً على شروط المرحلة الثانية التي يمكن أن تشهد إطلاق سراح الرهائن الذكور المتبقّين، المدنيين والجنود على حدّ سواء. وفي المقابل، ستطلق إسرائيل سراح المزيد من السجناء والمعتقلين الفلسطينيين. وستشهد المرحلة الثالثة عودة البقية، بما في ذلك جثث الأسرى القتلى، وبدء مشروع إعادة الإعمار الذي يستمرّ لسنوات.

وسعت إسرائيل إلى إبقاء صياغة الانتقال بين المرحلتين الأولى والثانية من الاتفاق غامضة بما يكفي للسماح لها باستئناف القتال ضدّ حماس في غزة إذا اختارت ذلك، في حين سعت حماس إلى ضمان عدم قدرة إسرائيل على استئناف القتال بمجرّد موافقة الجانبين على المرحلة الأولى التي تستغرق ستة أسابيع من الصفقة.

وفي غضون ذلك، أبلغت حركة حماس حليفها حزب الله بموافقتها على اقتراح بوقف إطلاق النار في غزة ورحّب أمين عام الحزب بهذه الخطوة، حسبما قال مصدران مطلعان على الأمر لرويترز.وكانت حماس أعلنت يوم الجمعة الماضي أنها ترفض وجود أيّ قوات أجنبية في غزة، مما قد يعرقل خطط نتنياهو لحكم القطاع بعد الحرب..

من الجدير ذكره، أنه لم يرافق برنياع في رحلته إلى الدوحة يوم الجمعة الماضية زملاءه المفاوضين: رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار، واللواء (احتياط) نيتسان ألون، المسؤول عن المحادثات في الجيش الإسرائيلي ــ وكلاهما جزء من فريق التفاوض الإسرائيلي. وذكرت وسائل إعلام عبرية أنهّ حتى المسؤولين من المستوى الأدنى في جهاز الأمن الداخلي والجيش لم يرافقوا برنياع في طريقه إلى الدوحة.وانضمّ إلى برنياع أوفير فالك، صديق نتنياهو المقرّب، وفق ما ذكر موقع والا الإخباري.ونقل الموقع نفسه عن مسؤول إسرائيلي قوله إنّ فالك ليس له دور في المفاوضات، وينظر إليه المفاوضون باعتباره "مفتش" أرسله نتنياهو لمراقبة الوفد الإسرائيلي.وذكرت تقارير أنّ نتنياهو لم يعد يثق في الوفد الإسرائيلي بعد قول المفاوضين الإسرائيليين مراراً للصحافة دون ذكر أسمائهم أنّ رئيس الوزراء كان يعيق التوصّل إلى اتفاق.وردّ مكتب رئيس الوزراء على تقرير موقع والا قائلاً إنّ فالك عضو في فريق التفاوض الإسرائيلي وحضر جميع جولات المحادثات السابقة.

في جانب موازٍ، كشف استطلاع رأي في إسرائيل، نشرته القناة 12 الإخبارية يوم الجمعة، أنّ ثلثي الجمهور الإسرائيلي يرى أنّ إعادة الأسرى أكثر أهمية من مواصلة الحرب في غزة. وردّاً على سؤال حول ما هو الأكثر أهمية في هذا الوقت، قال 67% من المستطلعين إعادة الأسرى، مقارنة بـ 26% قالوا استمرار الحرب في غزة، و7% قالوا إنهم لا يعرفون.



جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط

أخبار ذات صلة