دولي وعربي


إسرائيل: هذا ما سنفعله بالحوثيين

الثلاثاء 24 كانون الأول 2024 - 0:19

كتب المحلل الإسرائيلي رون بن يشاي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" مقالة شرح فيها الرؤية الإسرائيلية تجاه الخطر الحوثي، وما هي الخطط الموضوعة لإنهاء هذا الخطر فقال:

ماذا بشأن الحوثيين إذاً؟ علينا أن نعلم، أولاً، أن الحوثيين ليسوا خاضعين لقيادة إيران أو إدارتها، إنما يقدّمون إليها المساعدة فقط. ولذلك، فإن استهداف إيران لن يغير شيئاً بالنسبة إلى النظام الحوثي. ويخوض الحوثيون حرب استنزاف ضد إسرائيل باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة، لأن دعمهم للقضية الفلسطينية يُكسبهم تأييداً داخلياً في اليمن وفي العالم العربي بصورة عامة. وبالإضافة إلى ذلك، فإنهم راضون كثيراً عن المكانة الدولية التي اكتسبوها بعدما أظهروا أنهم الجهة التي تقرر ما إذا كانت هناك تجارة بحرية في البحر الأحمر، ومنها إلى قناة السويس، أم لا.

وهذه المكانة، التي تجعل الحوثيين طرفاً عالمياً قادراً على تعطيل الاقتصاد العالمي، نالت إعجابهم، وهُم يحاولون، بصورة تكاد تكون منفصلة عن إيران، تغيير النظام العالمي، وكما أشار رئيس الوزراء؛ فالإيرانيون يزودون الحوثيين بالصواريخ والطائرات المسيّرة عبر عمليات تهريب عن طريق البحر.

وهناك صعوبة في مواجهة الحوثيين، وخصوصاً بسبب البُعد الجغرافي، وبسبب محدودية الموارد الاستخباراتية التي تستطيع إسرائيل تخصيصها للقيام بالمتابعة وجمْع معلومات بشأن أهداف دقيقة في اليمن. إن التحديات الاستخباراتية، وتلك التحديات المتعلقة بالمسافة الجغرافية تجعل من الصعب تنفيذ عمليات فاعلة لتعطيل وسائل إنتاج وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة.

وهناك مشكلة رئيسية أُخرى، وهي أن الحوثيين لا يتأثرون بالضربات التي تستهدف بنيتهم التحتية الاقتصادية أو مؤسساتهم الحكومية؛ فقد خاضوا حرباً ضد السعودية والتحالف المساند لها في الفترة 2015 - 2019، ولم يؤثر فيهم مقتل عشرات الآلاف من مواطنيهم نتيجة القصف والمجاعة، ولم يمنعهم من مواصلة القتال. لذلك، فإن استهداف الأهداف والبنية التحتية المدنية لن يردع الحوثيين.

لكن الذي يمكنه أن يدفعهم إلى تغيير موقفهم هو بالضبط ما دفع حزب الله إلى ذلك، أي القضاء على القيادة الحوثية وتوجيه ضربات مدمرة إلى الصواريخ الباليستية، والطائرات المسيّرة، ومنصات الإطلاق، ووسائل إنتاجها. يتعيّن على إسرائيل، لردع الحوثيين، أن تفعل معهم ما فعله الجيش الإسرائيلي والموساد بقيادة حزب الله وسلاحه الاستراتيجي في لبنان ونظام الأسد في سورية. ونظراً إلى البُعد الجغرافي والعوائق الاستخباراتية، فلن تستطيع إسرائيل القيام بذلك بمفردها، فهي في حاجة إلى شراكة كاملة مع القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) والأسطول الخامس الأميركي في عملية كهذه، لأنهم موجودون في المنطقة، في البحر العربي والبحر الأحمر، مع حاملات الطائرات، ومدمرات الصواريخ، وغيرها من القدرات.

ولقد امتنعت إدارة بايدن من توجيه ضربة قاسية إلى اليمنيين خشية اندلاع حرب إقليمية. وعلاوة على ذلك، فقد حذّر البنتاغون البيت الأبيض من أن مخزون صواريخ الاعتراض التابعة لمنظومة "إيجيس" على السفن الحربية الأميركية آخذ في النفاد.

ولهذه الأسباب، امتنعت إدارة بايدن حتى أول أمس من توجيه ضربة مدمرة إلى مخازن الصواريخ ومقرات الحوثيين. وتأمل إسرائيل الآن أن يؤدي دخول ترامب البيت الأبيض إلى تغيير هذا الوضع، وأن يقوم ترامب بإزالة العوائق التي فرضها البيت الأبيض الحالي على القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) فيما يتعلق بشن الهجمات في اليمن. كما تأمل أن تتفق مع الولايات المتحدة، بعد تولّي ترامب الرئاسة، على عملية مشتركة تعيد تحجيم الحوثيين وتمنعهم من أن يصبحوا قوة مخلة بالنظام والاقتصاد العالميَين.

سيتولى ترامب الرئاسة في أوضاع تقصي خيار اندلاع الحرب الإقليمية عن المتناول الإيراني أو اليمني. وهذا ما قصده رئيس الوزراء، على الأرجح، عندما طلب بالأمس من مواطني إسرائيل التحلي بالصبر، مشيراً إلى الانتظار إلى أن يدخل ترامب البيت الأبيض، وعندها، سيتم التعامل مع الحوثيين بالصورة المناسبة.

*نقلاً عن مجلة الدراسات الفلسطينية



جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط

أخبار ذات صلة