الثلاثاء 13 آب 2024 - 0:12
جاءت شركة "كوكاكولا" لتكحّلها فأعمتها. فبعد المقاطعة الكبيرة لها في آسيا وتحديداً في بنغلادش، حيث انخفضت مبيعاتها 23%، أطلقت الشركة حملة إعلانية باهظة الثمن شارك فيها ممثل تلفزيوني معروف في جنوب آسيا شرف أحمد جيبون، يظهر فيه بدور صاحب متجر ويؤكد للعملاء أنّ "كوكاكولا" ليست منتجاً إسرائيلياً، وأنها مرتبطة بالمجتمعات الإسلامية.لكن تلك الحملة لم تحقق الغرض منها، وفق صحيفة واشنطن بوست الأميركية.
الإعلان، الذي تمّ تصويره بسوق مزدحمة في بنغلادش، يتفاخر صاحب المتجر بالجاذبية العالمية التي تتمتع بها "كوكاكولا"، ويقول إنّ الشائعات التي تقول إنّ المنتجات تصنع في إسرائيل معلومات مضللة.
ويسمع في الفيديو وهو يقول: "اسمعوا يا رفاق!، كوكاكولا ليست من ذلك المكان على الإطلاق"، دون أن يذكر إسرائيل صراحة.
ويقول: "على مدى 138 عاماً مضت، كان الناس في 190 دولة يشربون "كوكاكولا". يشربونها في تركيا وإسبانيا ودبي. وحتى فلسطين لديها مصنع كوكاكولا".
ولكن المصنع الفلسطيني المشار إليه يقع في مستوطنة إسرائيلية بالقدس الشرقية، تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.
وأثار هذا الادعاء ردود فعل منددة على الفور، وولَّد المزيد من الغضب تجاه شركة "كوكاكولا"، التي سحبت الإعلان من جميع القنوات وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي.كما تلقى ممثلون شاركوا في الإعلان تهديدات بالقتل.
وفي أول تصريحات لها بشأن الجدل، قالت الشركة لصحيفة "واشنطن بوست" إنّ الحملة كانت خطأً مؤسفاً.
وأضاف سكوت ليث، نائب رئيس الاتصالات الاستراتيجية العالمية في الشركة: "بصفتنا علامة تجارية عالمية، نتعاون مع امتيازات محلية لخدمة المجتمعات المحلية. ونحن ندرك أنّ الفيديو الأخير أخطأ الهدف، ونعتذر".وأوضح أنه "تمّت إزالة الفيديو من جميع المنصات".
وقال عمر البرغوثي، المؤسس المشارك لحركة مقاطعة لإسرائيل إن "مقاطعة شركة "كوكاكولا" تنبع من قرار الشركة العمل في مستوطنة عطروت، وهذا هو السبب في الغضب من الإعلان.لا بدّ أن الشركة تعتقد أن شعب بنغلاديش، وأنّ كلّ المسلمين ساذجون إلى الحدّ الذي يجعلهم يصدقون دعايتها الفاشلة، بل وربما البدائية".
الجدير بالذكر أنّ مبيعات الشركة الأميركية انخفضت من جراء حملة مقاطعة رداً على حرب إسرائيل على قطاع غزة، التي أعقبت هجوم حركة حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي.ومع بدء انتشار الحملة، اتسع نطاق دعوات المقاطعة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لتشمل عشرات الشركات والمنتجات في الشرق الأوسط وآسيا، مما دفع متسوقين إلى التحول إلى البدائل المحلية.
جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط