خاص أيوب


وحدتنا الداخلية حصانتنا

السبت 28 أيلول 2024 - 0:03

كتب (البروفيسور إيلي الزير)

في هذه اللحظة الحرجة لا ملجأ لنا نحن اللبنانيون إلا وحدتنا الداخلية وتماسكنا كالجسد الواحد، بوجه هذا الوحش الكاسر الذي اسمه اسرائيل. عندما تجد 8 أبنية سكنية يجري محوها عن الأرض، في كلّ مبنى هناك أطفال ونساء وشيوخ. في كلّ مبنى هناك أرواح لا دخل لها بالحروب وقرارتها. هي جريمة موصوفة لا يبررها شيء ولا يتقبلها العقل البشري مهما كانت المبررات.

في هذه اللحظة الحرجة علينا أن نتكاتف مع بعضنا مسلمين ومسيحيين. علينا أن نرفع يدينا إلى السماء كي ندعو الله أن يحفظنا في أهلنا وفي وطننا وفي رزقنا.

هي لحظة لا مكان فيها للأحقاد، ولا مكان فيها للصغائر ولا للضغائن. هي لحظة تضعنا جميعاً بكل أهوائنا السياسية وبكل معتقداتنا الدينية أمام ضمائرنا وإنسانيتنا، كي نتجاوز هذه المحنة والنكبة الكبرى. لقد شبعنا دماء وموتاً وأيتاماً ودماراً. نحن شعب نتوق إلى الحياة، نتمسك بها لأننا نحبها ونرفض كلّ أشكال الموت والجريمة. نحن شعب نريد أن ننظر إلى المستقبل، وأن لا نقضي حياتنا بحثاً عن مكان آمن نختبئ به في هذه اللحظة الحرجة.

رحم الله كلّ الشهداء وشفى كلّ الجرحى، وحفظ الله هذا الوطن فلا وطن لنا سواه.

اعتاد هذا الوطن أن ينهض من كلّ كبوة. هو طائر الفينيق الذي يخرج من الرماد، وقدرنا أن نخرج من هذه الفتنة ومن هذه الكبوة لكي نعيد البناء والبسمة إلى وجوه أطفالنا. ولا سبيل لنا في قيامة جديدة إلا بوحدتنا الداخلية، هي الحصن والملاذ وطوق النجاة.



جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط

أخبار ذات صلة