
السبت 1 شباط 2025 - 0:03
كتب (البروفيسور إيلي الزير)
تناقلت وسائل الاعلام خبراً يفيد أنّ الأحزاب المسيحية؛ القوات اللبنانية، التيار الوطني الحر، المردة، والكتائب قرّروا أن يكونوا أحزاب العهد الجديد، وأن يقدّموا كل الدعم لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من أجل الانطلاق بالدولة وإعادة بنائها وصيانة مؤسساتها.
من كل قلبي أتمنى أن يكون الخبر صحيحاً، وأن تقف الأحزاب المسيحية بكل ألوانها وأشكالها وأصنافها داعمة خلف فخامة الرئيس. لا لشيء فقط لأنّ المسيحيين قد جربوا كل هذه الأحزاب في الحكم والمعارضة. فما نجحت لا هنا ولا هناك، ولم تقدّم أي شيء جديد. لا بل زادت في مأساة المسيحيين في لبنان، ودفعتهم كل منها على طريقته نحو الهجرة والرحيل.
حسناً إن عادوا إلى ضمائرهم، وقرروا الوقوف خلف فخامة الرئيس. قد تكون الفرصة الأخيرة لنا ولهم ان نستعيد وأن نعيد إيماننا بهم، وأن تعود أجراس كنائسنا لتقرع بفرح كل يوم أحد وعند كل عيد.
الأحزاب المسيحية مطالبة بدعم عهد الرئيس جوزاف عون ليس لأنه المخلّص. هو ليس بالسيد المسيح، وليس لأنه أطهر الناس؛ فهذا التقييم ليس من حق البشر. بل من حق "أبانا الذي في السموات" صاحب كل تدبير. بل لأن الرئيس يشبهنا نحن الناس. يشبه كل واحد منّا أستاذاَ جامعياَ، صاحب مصنع، أو مهنياً، أو موظفاً، أو طبيباً. عائلته تشبه عائلاتنا، همومه كهمومنا، وشكواه كشكاوينا من الفساد وغياب العدالة، والأمن والاستقرار وندرة الشيء النظيف.
على كل الأحزاب المسيحية دون تردّد أن تدعم فخامة الرئيس. ليس الأمر خياراً بل واجباً عليهم بعد كل ما اقترفته أياديهم من انتهاكات وتجاوزات ونحر لوطننا لبنان الجميل.
جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط