السبت 21 أيلول 2024 - 0:03
كتب (البروفيسور إيلي الزير)
لم يعد لي حاجة بهاتفي الجوال وأفكر في وضع لافتة عليه كُتب عليها: "هاتفي برسم البيع". فبعدما كنت أشعر بالأمان وأنا أقتنيه بتّ اليوم أشعر بالخوف عندما تصلني أيّ مكالمة. لقد بات هذا الجهاز مصدر رعب لنا كما كلّ تفاصيل حياتنا في هذا الوطن.
نحن كمواطنين لسنا بأمان ولا نشعر بالاطمئنان. لقد شاهدنا شباباً يتساقطون مضرجين بدمائهم دون إنذار. لقد تمكّن منّا العدو الإسرائيلي عندما نجح في اختراق خصوصيتنا في الاتصال. لقد بتنا نخاف كلّ جهاز إلكتروني حتى وصل الأمر بنا أن نفكر بالاستغناء عن "الأنترفون" في مساكننا. هل يُعقل أننا نعيش في بلد هشٍّ إلكترونياً كلّ التقنيات فيه معرضة للاختراق، وكلّ أجهزة التواصل باتت مسرحاً للأعداء؟
لقد فقدنا الأمان في وطننا بكل أوجهه في الغذاء والطبابة والاتصال واستعمال أجهزة الكمبيوتر. فمتى يعود لنا هذا الأمان؟
إنّ من أولى واجبات الدولة تجاه المواطنين إرساء الأمن. ألم يأتِ في القرآن الكريم في سورة قريش أنّ الله منح القوم الطمأنينة وآمنهم في طريقهم وتجارتهم ومعاشهم ومنازلهم. تلك بديهيات العيش. وإلا نكون وكأننا نعيش في غابة حيث الخوف والرعب وخطر الموت في كلّ ساعة يهدد كلّ إنسان.
لبنان فقد كلّ شيء، وآخر ما فقد هو الشهور بالأمان. متى سنخرج من هذا النفق المظلم؟ لقد مللنا العيش في دائرة الخوف والذعر والقلق على ما تحمله لنا أسوأ الأيام.
إنه الوجع بأقسى حالاته، والدواء غائب بسبب غياب رجال الدولة ودستور الدولة ومؤسسات الدولة التي وحدها قادرة على إعادة الأمور إلى نصابها، وإعادة الأمن والأمان للمواطنين دون تمييز ودون منّة من فلان أو علّان.
جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط