خاص أيوب


من كان منكم بلا "وديعة" فليستقِل...

الثلاثاء 3 حزيران 2025 - 0:05

 

كتب (عامر أرناؤوط)

لا تزال تداعيات جلسة انتخاب رئيس بلدية طرابلس، تتفاعل بعد ما تم انتخاب الدكتور عبد الحميد كريمة، رئيس لائحة رؤية المدعومة من الطبقة السياسية في طرابلس، في وجه لائحة نسيج، التي انحاز منها عضو غير معروف يقيناً حتى الآن، ليقوم بانتخاب كريمة محققاً الأكثرية المطلقة المطلوبة له.

هذا الانحياز، الذي واجهه المزاج الشعبي بالاستنكار، والإدانة، خصوصاً أنه انتهك إحدى أهم المقدسات في الوجدان الشعبي، المحافظ وهو التعهد، والحلف بالقرآن الكريم، وهو ما حدث مع لائحة نسيج، التي اجتمعت قبيل جلسة الانتخابات، وتعاهدت وأقسمت على ذلك.

فمن هو "الخائن"، بحسب تعبير أعضاء نسيج وداعميها الأساسيين؟! لعلّ من العدالة بمكان القول، إنه يستحيل بإزاء هيئة الانتخابات السرية، أن يُعرف على سبيل الجزم، من هو المنتقل بالولاء من "نسيج" إلى "رؤية"، إنما يمكن بالتحليل المنطقي، ومعرفة طبيعة الأشخاص التكهن بذلك، أو رسم خارطة احتمالات، تقودنا بالقرائن إلى وجهتنا التي نريد.

فمن قام بتشكيل لائحة نسيج، وأشرف على وضع أسماء أعضائها؟

معلومات "أيوب" تفيد، أنّ المرشحين على اللائحة طه ميقاتي، ومصطفى فخر الدين، كانا قطبا التشكيل، والمرشِّحين الأساسيين لمعظم أعضاء اللائحة، وهما أشرفا على استكمال أعضائها بالتعاون مع حلفائهما، الذين بقي منهم الدكتور باسم عساف (نجح في الانتخابات)، وعبد الله الرفاعي، الذي كان له أربعة مرشحين على اللائحة؛ علويان رسبا في الانتخابات وعضوان "أحدهما" نجح.

أيضاً كان في اللائحة، عضوان، أحدهما لأحد أبرز قادة المحاور العسكرية في طرابلس، سعد المصري المرشح عصمت قاسم، الذي رسب في الانتخابات، وآخر يمثل أحد أبرز الباقين على خط الولاء لحزب الله، رئيس جامعة الجنان نجل فتحي يكن الدكتور سالم، الذي أودع في لائحة نسيج الدكتور ربيع حروق (نجح في الانتخابات).

إضافة لمرشح، استودع في آخر لحظات التشكيل هو جلال الست، وهو وديعة لأحد أبرز الأمنيين المقصيين حديثاً، والمرتبطين بأركان المنظومة الأمنية السابقة.

والمرشح نفسه هو رجل أمن متقاعد (نجح في الانتخابات)، إضافة إلى العضو المنفرد الناجح على لوائح لائحة حراس المدينة، والذي أعلن انحيازه إلى لائحة نسيج، والتصويت لها، وهو بحسب معلومات "أيوب"، مرتبط بعلاقة وثيقة مع شخصية نافذة تربوية، من محور الممانعة في بيروت، وهي التي رعت تسويقه تربوياً، وفتحت له أبواب وزارة التربية، وروجت له إعلامياً.

أما باقي الأعضاء، فهم مرتبطون عضوياً مع جمعية عمران، ومعروفون بأنهم العصب الأساسي لهذه اللائحة.

انطلاقاً من كل هذه المعلومات، فإن تشريح أعضاء المجلس البلدي يقودنا إلى التقسيم التالي كحقيقة واقعية:

- 12 عضواً من لائحة "رؤية" مرتبطون عضوياً بالأحزاب والشخصيات السياسية والأحباش والأمنيين.

- 7 أعضاء منتسبون عضوياً لجمعية عمران.

- عضو يمثل الحراس وهو على علاقة بقوى الممانعة.

- عضو مرتبط عضوياً بمرجعية أمنية يعرف بارتباطها بالمنظومة القديمة.

- عضو مستقل ينتسب إلى المجتمع المدني المتحالف مع عمران.

- عضو هو صهر لأحد أهم النافذين في المجلس البلدي السابق ومدعوم من مجموعات شعبية مناطقية يرتبط بعضها بالأجهزة الأمنية.

- عضو ينتدب من جامعة الجنان التي يرتبط رئيسها عضوياً وتنظيمياً مع حزب الله ومحوره.

فإذا ما تم احتساب القوى، التي يتشكل المجلس البلدي، بإزاء مرجعياتها، فإن أعلى تقدير لاستقالات متوقعة حقيقية ستكون لسبعة أعضاء من "نسيج".

أما باقي الأعضاء الخمسة، فإنهم يحتاجون إلى موافقة مرجعياتهم التي انتدبتهم لهذا الدور.

واللافت في الأمر، أنّ بعض المندفعين يروجون أنّ رئيس لائحة "نسيج" حصل على استقالات خطية من الأعضاء الاثني عشر، وأنه قد يقدم على تقديمها في أية ساعة يراها مناسبة.

فبغض النظر عن صحة، أو عدم صحة هذه المعلومة، إلا أنّ هذه الاستقالة قد يتراجع عنها الذي كلف بها، عندما يحين وقت اعتمادها، وهناك سوابق في الأمر كانت تعتمد في هذا المجال، اللهم إلا إن كانت الاستقالة قد جرت لدى كاتب العدل، ووثقت رسمياً بشكل لا يسمح بهذا التراجع.

إنّ ادعاء البعض وتلويحه بالاستقالة، هو إقصاء لنفس المستقيل، وتلاعب بأصوات من انتخبهم، فالحقيقة الديمقراطية، تقول إن إدارة الحركة كانت بيد هؤلاء، وهم من اختاروا الأعضاء (والخائن منهم)، فكيف يريدون الآن أن يدعوا أنهم خدعوا؟؟!!

أيها الطرابلسيون، مجلسكم فيه ودائع عديدة، ولمختلف الجهات؛ كل ما حدث أن المجلس كرر نفسه، وللأسف إلا أنه فعل ما قاله غاندي "أخوف ما أخاف على أمتي شيطان يقبل عليها وهو يذكر اسم الله".

الديمقراطية، تعطي الحق لمن يشاء أن يستقيل، أقول لهم من كان "بلا وديعة فليستقِل"....



جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط

أخبار ذات صلة