خاص أيوب


لماذا التقى طقوش مع هنية؟

السبت 6 تموز 2024 - 0:00

خاص (أيوب)

في بيان مقتضب على الموقع الرسمي للجماعة الإسلامية في لبنان، يوم الجمعة في 5 تموز الحالي، أُعلن عن لقاء بين قيادة الجماعة الإسلامية برئاسة الأمين العام الشيخ محمد طقوش ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية. إلا أنّ البيان لم يلحظ مكان انعقاد هذا الاجتماع، وما إن كان في الدوحة أو بيروت أو اسطنبول.

وجاء في البيان ما يلي: "عقدت قيادتا الجماعة الإسلامية في لبنان وحركة حماس لقاءً حضره الأمين العام للجماعة الشيخ محمد طقوش ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ إسماعيل هنية وعدد من القيادات حيث تمّ بحث تطوّرات معركة طوفان الأقصى، فشرح الأستاذ هنيّة الظروف الميدانية حيث يسطّر المجاهدون أروع الانتصارات، وملف المفاوضات غير المباشرة، كما تمّ بحث تداعيات هذه التطوّرات على فلسطين ولبنان والمنطقة، وكيفية مواجهة التحدّيات في المرحلة المقبلة، وجرى التأكيد على أهمية التنسيق واستنفار طاقات الأمة في هذه المعركة المفصلية".

من حيث المكان، علم "أيوب" أنّ التكتم حول مكان اللقاء جاء لأسباب أمنية، وقد أشارت مصادر حركة حماس في بيروت إلى أنّ اللقاء جرى في الدوحة، فيما أشارت مصادر خاصة إلى أنّ اللقاء عُقد في مدينة اسطنبول التركية.

بالمقابل، ومن حيث المضمون تساءل مراقب متخصّص بالحركات الاسلامية عن سبب انعقاد هذا اللقاء ومدى أهميته للجماعة بخاصة أنّ هناك محاذير أمنية تحيط بالمشاركين فيه.

وأضاف المتخصّص في شؤون الجماعات الإسلامية لـ"أيوب" أنّ لقاء طقوش وهنية يأتي بعد أيام على لقاء طقوش مع أمين عام حزب الله حسن نصر الله، ولذا، فإنّ قراءة أسباب اللقاء الثاني لا بدّ أن تكون مرتبطة باللقاء الأول، أو الذهاب باتجاه عدم الربط، مع وجود إشكالية في تقييم الهدف من اللقاء الثاني لأسباب موضوعية بحت.

وتابع قائلاً: "في حال الربط بين اللقاءين، فإنّ محور الممانعة بخاصة بعد اجتماعه الموسّع على هامش جنازة الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي في طهران، وهو اجتماع غابت عنه الجماعة الاسلامية، أراد التأكيد عبر اللقاءين أنّ الجماعة الاسلامية وإن لم تكن عضواً في محور الممانعة إلا أنها شريكة كاملة الأوصاف في المواجهة الدائرة مع إسرائيل انطلاقاً من غزة وصولاً الى الحدود الجنوبية اللبنانية".

وفي حال عدم وجود أيّ رابط بين اللقاءين، فإن ثمّة تساؤلات جدّية تُطرح وتبحث عن إجابات مقنعة نظراً للآثار السلبية التي يمكن أن تلحق بالجماعة نفسها، فإسماعيل هنية مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية إلى جانب محمد الضيف القائد العام لكتائب عزّ الدين القسّام ويحيى السنوار قائد الحركة في القطاع. كما أنّ المخاوف قائمة من تصنيف الجماعة على لوائح الإرهاب، بسبب مشاركتها في معركة إسناد غزّة من جنوب لبنان، واللقاء العلني يُسهم في أيّ مسعى من هذا النوع، والجماعة في غنى عن هذا. وأيّ فائدة سياسية تُرجى من هذا اللقاء العلني، فيما التنسيق قائم بينهما على قدم وساق في لبنان، بل إنّ التداخل والتشابك بين الجماعة والحركة قائمان تاريخياً؛ إذ إنّ الجماعة أسبق نشوءاً من الحركة، وعندما تأسّست الحركة في فلسطين، انضمّ كوادر فلسطينيون من الجماعة إلى الحركة، بل إنّ الحركة كان لها بصماتها في دعم وصول محمد طقوش إلى موقع الأمانة العامة للجماعة في انتخابات عام 2022، عبر علاقاتها الوثيقة داخل الجماعة.

ولدى عقد المقارنة بين لقاء طقوش- نصر الله ولقاء طقوش-هنية، يعتبر المتخصّص في الجماعات الإسلامية، في تقييمه اللقاءين المذكورين لـ "أيوب" أنّ لقاء طقوش ونصر الله، وإن اعتبرته أوساط سنّية شعبية ونخبوية انضماماً رسمياً من الجماعة إلى محور الممانعة في المنطقة، لكن مصادر من الجماعة نفسها، ترسم لـ"أيوب" صورة مختلفة عن فحوى اللقاء مع أمين عام الحزب، بوصفه التقاء على فلسطين الآن في هذه المرحلة الدقيقة، إلا أنه يمكن فهمه مع ذلك من ضمن التنسيق بين الطرفين المتحالفين على الجبهة الجنوبية اللبنانية. وإنّ ارتفاع منسوب الخطر على لبنان، والتهديد الإسرائيلي المتصاعد بحرب مدمّرة تُعيد لبنان إلى العصر الحجري، يشكّل أرضية مناسبة للقاء بين قائدي الحزب والجماعة.

ويشرح المختصّ قائلاً: "إنّ محاور الهجوم البرّي الإسرائيلي قد تتجنّب الصدام مع الكتل السكنية الشيعية الكثيفة في الجنوب، ويقوم الإسرائيليون بحركة التفافية واسعة، انطلاقاً من الجولان ومن مرتفعات شبعا، بحيث تندفع الألوية المدرّعة الثقيلة نحو الحدود السورية اللبنانية على أكثر من اتجاه لقطع طريق الإمداد من إيران إلى لبنان. ومحور التقدّم الأساسي سيكون في المناطق غير الشيعية، مما يشكّل ثغرة ميدانية لا بدّ فيها من تعاون الجماعة مع الحزب وحلفائه، لتسهيل الانتشار العملياتي والارتكاز الدفاعي".

وأخيراً، إن كان للقاء العلني بين هنية وطقوش من فائدة ما، فهي تقتصر على التأكيد على التمايز بين الطرفين، ليكون التنسيق بينهما مستساغاً بعد ذلك على أساس أنهما كيانان مستقلان واحدهما عن الآخر، فيما تصرّ إسرائيل على الخلط بينهما كلما استهدفت قيادياً في الجماعة على أنه من الحركة.



جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط

أخبار ذات صلة