الجمعه 22 تشرين الثاني 2024 - 0:00
كتبت (تالا غمراوي)
من يقف خلف غارات الخوف على بيروت ليل الأربعاء في الطريق الجديدة وظهر أمس الخميس في النويري وصباح اليوم الجمعة في برج أبي حيدر ورأس النبع والبسطة؟
رسائل واتصالات مجهولة المصدر تصل إلى عدد من سكان بيروت وضواحيها تطالبهم بضرورة إخلاء منازلهم فوراً، مما أثار حالة من الذعر والقلق بين المواطنين.
يجب معاقبة هؤلاء
أكّد نائب بيروت إبراهيم منيمنة في حديث لـ"أيوب" أنّ "نواب بيروت يتواصلون مع قوى الأمن الداخلي من أجل التشدد في كل من يتم توقيفهم أو تورطهم بهذه الاتصالات والرسائل المشبوهة".
وتابع: "هذه الرسائل والاتصالات تنتشر بكثافة في كافة المناطق. هناك استهتار كبير في ثقافة الشعب. بحسب معلوماتي أنّ قوى الأمن ومديرية المخابرات اضافة إلى جهاز أمن الدولة أوقفوا كل من تشير اليه أصابع الاتهام بضلوعه في الارسال أو الاتصال بالمواطنين وأعلن عن اسمائهم في البيانات الرسمية التي تصدر".
وأضاف: "يجب التشدد بالقانون، وعلى القضاء أن يتخذ اجراءات بحق هؤلاء أيضاً، هذا يسمى تلاعباً في أعصاب الناس. من الممكن أن يكون بين المواطنين مرضى قد تتسبب لهم هذه الأفعال سكتة قلبية نتيجة الخوف والهلع".
ولدى سؤاله إن كان هناك من جهة معينة تقف خلف هؤلاء. أجاب منيمنة: "من الممكن أن يكون هناك من له مصلحة بافتعال هذه الفوضى والتسبب بحالة الرعب من أجل استغلال الفرصة لتحقيق غاية ما. لكن هذا الأمر مرفوض ويحتاج إلى توعية. من هنا يجب على القوى الأمنية القيام بحملة اعلامية تشدّد فيها وتحذر كل من يتلاعب بأعصاب الناس واتخاذ اجراءات لمحاسبة كل متورط".
ضرورة الإبلاغ الفوري
مصدر أمني ناشد عبر "أيوب" المواطنين بضرورة الإبلاغ الفوري عن أي اتصال تهديد عبر الرقم 112، مؤكداً أنّ معظم هذه التهديدات غالباً ما تكون عشوائية أو وهمية، إلا أنّ الحذر يظل ضرورياً حفاظاً على السلامة العامة.
وأوضح المصدر أنّ بعض الاتصالات التي تحتوي على تهديدات باستهداف المباني قد تكون موجهة أساساً إلى أصحاب المنازل في مناطق مستهدفة، إلا أنّ النزوح الناتج عن الأوضاع الحالية دفع البعض إلى الاعتقاد بأن التهديدات تستهدف أماكن سكنهم الجديدة، مما يستدعي التروي وعدم الانجرار وراء الهلع.
أمام هذا المشهد يلفت المتخصص في التطوير التكنولوجي وتقنيات الذكاء الاصطناعي هشام ناطور أنه "في الفترة الأخيرة ألقت قوى الأمن وشعبة المعلومات القبض بالتنسيق مع مزودي الخدمات على أشخاص يقومون بإرسال الرسائل لاخافة الناس. الذكاء الاصطناعي تطوّر كثيراً ويمكن عبره فبركة صوت أو مكالمة هاتفيّة أو نص أو حتى فيديو. قضيّة الاتصال الهائفي فحتّى الان لم يرد أي اتصال هاتفي وكان صحيحاً"، كاشفاً عن "وجود عصابات سرقة تقوم بهذه الامور لاخلاء المباني والقيام بعملية سرقة وهذا حصل في الضاحية حين القوا القبض على مرسل رسالة نصّية وتبيّن أنه قام بها لمحاولة اخراج الناس وسلب الاموال".
ليس في بيروت فقط
- في صيدا، وتحديداً في منطقة سيروب، وردت اتصالات مشابهة، مما أثار مخاوف لدى السكان.
- شهدت مدينة صور اتصالات تطالب السكان بإخلاء منازلهم بشكل فوري، ما زاد من حالة القلق في صفوف الأهالي.
- تلقى سكان مناطق برجا، بشامون، الشويفات، جبيل تهديدات مشابهة.
- تلقت مدرسة في بلدة مغدوشة اتصالاً يطالب بإخلائها، حيث قُرعت أجراس المدرسة لإيقاظ المواطنين وتنبيههم، ما أدى إلى حالة من الذعر والارتباك بين أهالي المنطقة.
ماذا قالت منظمة العفو الدولية؟
اتهمت منظمة العفو الدولية إسرائيل بإصدار إنذارات "مضللة" للسكان لإخلاء مناطق في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، معربة عن مخاوفها من أنّها تهدف أساساً لاقتلاع السكان من المنطقة الحدودية في ظل الحرب مع حزب الله.
وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو أنيس كالامار في بيان: إنّ "تحذيرات الجيش الإسرائيلي لسكان الضاحية، الحي ذي الكثافة السكانية العالية في جنوب بيروت، كانت غير مناسبة".
جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط