
الأحد 9 آذار 2025 - 0:00
كتبت (تالا غمراوي)
في الوقت الذي كان فيه وزير الداخلية أحمد الحجار يشارك في حفل الافطار السنوي الذي أقامه صندوق الزكاة في فندق البيال في بيروت يوم الجمعة الفائت، كانت طرابلس تعيش ذروة الفلتان الأمني. سؤال واحد يُطرح أين الخطة الأمنية التي من المفترض أن تمنع هذا الفلتان والفوضى؟
الدولة لم تسترجع هيبتها
أشار النائب اللواء أشرف ريفي لـ"أيوب" تعليقاً على الفلتان الأمني في طرابلس إلى أنّ المدينة مثلها مثل باقي المناطق اللبنانية. إلا أنّ المشكلة فيها تكمن في "الرادع" أي إما أن يكون الإنسان لديه "رادع" ذاتي يمنعه من ارتكاب الجرائم أو "رادع" سلطة.
وأضاف: "اليوم تشكلت سلطة جديدة، ولكنها لم تفرض هيبتها بعد. الدولة هيبة، وتحتاج للوقت لكي تعود هذه الهيبة. الناس تتصرف بالسلوكيات التي كانت تتصرف بها قبل انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة الجديدة".
وتابع: "لا شك هناك حضور أمني على الأرض، ولكن المشكلة الأكبر هي أن هذا العسكري راتبه لا يتعدى 200$ ويخدم يوماً أو يومين ويغيب 5 أيام. هذا يعني أن القدرات الأمنية متراجعة جداً جداً وتحتاج للوقت كما قلت لتعود"، مشدداً على أن هناك عاملاً آخر يلعب دوراً أساسياً هو "المخدرات". لأن مفعول المخدرات أثناء التعاطي مؤذ، والانقطاع عن التعاطي بسبب تراجع شبكات "الكبتاغون" بعد الاحداث الاخيرة التي حصلت مع حزب الله مؤذ أيضاً".
وختم قائلاً: "ما يحصل سببه أنّ الدولة لم تسترجع هيبتها بعد. الهيبة لم تعمم على الجميع. من اجل ذلك يستهين الناس الجرائم، ونشاهد القتل بكل سهولة يحصل".
مصادر طرابلسيّة أشارت لـ"أيوب" إلى أنّ المشكلة لم تكن يوماً بتطبيق خطط أمنية، وهذه الخطة الخامسة خلال 4 سنوات. إنما المشكلة هي بالحاجة إلى خطة أمنيّة يومية على مدار الأعوام؛ فالأمن لا يكون لزمان انتقائي، وهذا ما تأمله طرابلس من وزير الداخلية الجديد أحمد الحجار، أن يثبت الأمن في طرابلس ولا يكون موسمياً.
وتابعت المصادر: "لا تكفي الخطط الأمنيّة الموقتة لتغيير الواقع الأمني في لبنان، فالمسألة بحاجة إلى تكامل، أمني، قضائي، اقتصادي واجتماعي؛ فالتغيير في المجتمعات يكون متكاملاً وإلا يبقى ناقصاً عن تقديم النتيجة السليمة. ولكن حتى ذلك الحين من المفيد أن نبدأ من مكان، وما من مكان أفضل من بدء الضرب بيد من حديد، اليوم وكل يوم، لحماية الأبرياء في البلد، وما أكثرهم".
وبدوره، طالب رئيس “تيار الكرامة” النائب فيصل كرامي بنشر الامن والامان اللذين تحتاجهما مدينة طرابلس.
وكتب كرامي، عبر حسابه على منصة “أكس”: "أشد على ايدي المسؤولين والعناصر في الاجهزة الامنية في طرابلس الذين ابدوا جهوزية كاملة وانتشروا قبل وبعد الافطار في احياء وشوارع المدينة وذلك طلباً لنشر الامن والامان اللذين تحتاجهما المدينة في هذه الايام الفضيلة بعد تزايد حوادث الفلتان الامني وسقوط ضحايا ابرياء بين قتلى وجرحى. واتمنى ان تستمر هذه الاجراءات وان تزداد في الايام القادمة. وقد لمست شخصياً خلال اتصالات مع المسؤولين الامنيين انهم عقدو النيّة والعزم على قطع دابر الفلتان والفوضى، لكي يشعر الاهالي بالامان الفعلي خلال تبضّعهم في الاسواق وخلال تنقلاتهم المتنوعة".
احصاءات
أحصى موقع “أيوب” الإشكالات اليومية، خلال 8 أيام منذ بداية شهر رمضان المبارك؛ إذ بلغت 11 قتيلاً و8 جرحى بسبب اشتباكات وإشكالات فردية وسلاح متفلّت لا يردعه رادع.
مساء الجمعة، وقع إشكال في الميناء راح ضحيته صاحب "مطعم محرمجي" فادي محرمجي وابن شقيقته عمر جبك وإصابة شخصين بجروح، بسبب خلاف مع موظف كان يعمل عنده وانتقل إلى مطعم آخر، كما تردّد، في حين قالت رواية أخرى إن الخلاف هو مع صاحب مولدات اشتراك.
بعده إشكال في منطقة "كرم القلة" قرب "ساحة النور" وطعن بالسكاكين.
وقبل يومين وقع اشتباك استمر ساعات في منطقة "المنكوبين" أودى بحياة شخصين وجرحى.
وما بينهما خلاف بين تلاميذ مدرسة في "ضهر العين" كاد يؤدي إلى كارثة عندما حضر أهل أحد التلاميذ شاهراً السلاح يريد ارتكاب مجزرة.
وقبل ذلك، منذ اليوم الأول من رمضان، حوادث متنقلة بين مناطق القبة والتبانة وباب الرمل والتل والزاهرية وإشكالات غير مفهومة، تسببت بمقتل عدد من الأشخاص وإصابة آخرين.
جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط