الأربعاء 4 أيلول 2024 - 0:00
خاص (أيوب)
من العادة أن ينشر حوار لسياسي أو عسكري أو رجل مشهور بعد وفاته أو اغتياله تحت عنوان "حوار لم ينشر..."، إلا أنّ الأمر مختلف مع القيادي في حزب الله فؤاد شكر (محسن)، حيث يمكن القول إنه حوار مع فؤاد شكر لم يُذكر اسمه فيه من قبل فما هي قصة الحوار؟
نشرت صحيفة "الأخبار" في عددها الصادر يوم الجمعة 26 آب 2022 مقالة لرئيس تحريرها الزميل إبراهيم الأمين تحت عنوان " قائد جهادي كبير يروي عن استعدادات المقاومة للحرب: "هدفنا تدمير جيش العدو وسينتشلون الجثث من تحت ركام المدن".
المقال لم يذكر اسم القائد الجهادي، لكن التوصيف له من قبل الكاتب والذي جاء في أول المقال يتطابق مع التوصيف الذي ذكر عن فؤاد شكر في الصحيفة نفسها عند استشهاده.
ماذا قال عنه ابراهيم الأمين في المقدمة التي نُشرت في 26 آب 2022:
"في ذكرى أربعينية المقاومة، ليس هناك من هو قادر على جمع الصورة مثله. قائد جهادي. تعرّف على الحرب وفنون القتال، ولو أنه لم يشارك في الحرب الأهلية. وتأثّر، كأبناء جيله من سكان أحزمة البؤس، بخطب الإمام السيد موسى الصدر. وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، وجد نفسه مقبلاً على أمر آخر. فزاد انخراطه في العمل الجهادي ضمن حدود ضيقة. جمعته مع رفاقه المؤسسين، من الشهداء والأحياء، علاقات صداقة وأخوّة والصلاة في المسجد الذي كان الرابط الأوّل والأهم بينهم، والتعرف على واقع المقاومة الفلسطينية والأحزاب التي تقاتل في لبنان. حتى صار مع رفاقه مجموعة تعرف الكثير عما يجري، وتربطها علاقات وصلات مكّنتها في لحظة الاجتياح من تحويل نداء الإمام الخميني للقتال، الى فعل له إطار تنظيمي وليد. لكنه فعل لم يكن القائمون به يفتشون له عن عنوان أو اسم أو راية. وعندما تعرّضوا للمرة الأولى لسؤال عن هويّتهم، سادهم الإرباك، قبل أن يجيب القائد الجهادي نفسه سائله: "نحن الخمينيون"!
على مرّ عقود أربعة، كان لهذا القائد دوره الميداني المباشر، منذ قتال اللحظة الأولى في خلدة. وهو واحد ممن رافقوا كل الذين تولّوا قيادة المقاومة. كان، ولا يزال، شريكاً أساسياً في قراءة الواقع وتحضير لوازم الحرب والاستعداد لفعل نوعي متى حانت لحظة الحرب الكبرى".
التأكيد على هوية القائد الجهادي جاء في مقالة بالأخبار نفسها بتاريخ الخميس 1 آب 2024 للزميل حسين الأمين تحت عنوان "السيد محسن شكر قائد الحرب وشهيدها، حيث قال: قال السيّد محسن للأخبار في مقابلة معه قبل عامين لمناسبة أربعينية حزب الله..".
... ماذا يعني ذلك؟
ثلاث خلاصات يمكن رصدها من خلال هذا الحوار الأول والأخير مع فؤاد شكر:
1- كيف كان ينظر الحزب إلى المواجهة الكبرى مع اسرائيل قبل عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023، وكيف تصرف الحزب مع هذه المواجهة بعد "طوفان الأقصى"؟
2- أنّ اسرائيل لم تحقق إنجازاً أمنياً واستخباراتياً في اغتيال فؤاد شكر، بقدر ما أنها تجاوزت الخطوط الحمراء الموضوعة، فكيف يكون إنجازاً أمنياً اغتيال شخصية بالغة السرّية تجري حوارات صحافية مع شخصية إعلامية معروفة لا بدّ أن تكون مرصودة بدورها أمنياً.
3- أما الملاحظة الأهم فهي عن مضمون الحوار الذي يرسم الأفق الاستراتيجي بين حزب الله وإسرائيل، ومدى تقدّم الحزب تسليحياً واستخبارياً وعملياتياً منذ حرب تموز 2006. واللافت في الحوار النادر مع القيادي الجهادي الكبير، حجم التفاؤل بإمكانية التفوّق على عدو مدجّج بالسلاح، وبأحدث وأفتك ما أنتجه المجمّع الصناعي الأميركي، والقدرة ليس فقط على على ردّ العدوان وتدميره بل على الهجوم وما بعده. وأنّ الحزب يمتلك قدرات غير موجودة حتى في إيران. وبناء عليه، فإن البنية التحتية الإسرائيلية ستتعرّض للتدمير في أيّ حرب مقبلة.
أما ما استشرفه من صورة للصراع القادم، وذلك قبل عام من طوفان الأقصى، فهو تعدّد ساحات المواجهة مع إسرائيل، وأنّ الأميركيين لن يجرؤوا على القتال مباشرة إلى جانب إسرائيل.
لقراءة الحوار كاملاً من مصدره في "الأخبار":
جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط