خاص (أيوب)

"حافظوا على بيروت. حافظوا على هوية بيروت. حافظوا على تنوع بيروت. نحن نطالب بالمناصفة صحيح. ونحن نؤيد هذا المطلب ولكن نحن نطالب بأكثر من ذلك؛ نطالب بالعيش الواحد بين أبناء بيروت المتنوعين مسلمين ومسيحيين. وكما حدثنا الاستاذ أحمد طبارة عن تاريخه في علاقته مع بيروت، أنا اؤكد على أن أهل بيروت سيحفظون هويتها. لا تقسيم لبيروت أبداً، بلدية واحدة، رئيساً واعضاء. انتم مسؤولون عن اختيارهم لا احد غيركم لانهم سوف يمثلونكم في العمل البلدي".

بهذه الكلمات خاطب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أهل بيروت أمس بحضور حشد من الفعاليات البيروتية المعروفة، خلال تسّلم جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية مركز توفيق طبارة في منطقة الملا كهبة من أبنائه لجمعية المقاصد.

المفتي دريان في كلمته حدّد سقف معركة الانتخابات البلدية في بيروت، حيث لا تقسيم للعاصمة ولا تعصّب فيها بل تكريس للعيش المشترك.

بالمقابل استعادت بيروت صورة من صورها العريقة عندما كان أبناؤها الميسورون يتكفلون باحتياجات مجتمعها المدني وجمعياتها الكبرى. فكانت الصورة الشهيرة للرئيس صائب سلام عام 1970 وهو يقبّل يدّ ابن بيروت رشيد بيضون بعدما تقدّم بمبنى هبة لجمعية المقاصد.

استعاد آل طبارة بالأمس هذه الصورة العريقة البيروتية بحضور نجل الرئيس صائب سلام الرئيس الفخري لجمعية المقاصد تمام سلام، حيث قدموا مركز توفيق طبارة الذي شكّل مركزاً للحراك المجتمع المدني البيروتي خلال السنوات الفائتة، كهبة لجمعية المقاصد حيث قال المفتي في هذه المناسبة:

"أيها السادة الحضور كلمة من القلب لهذه المناسبة الجميلة، لقد شعرنا باعتزاز بهذه الخطوة المباركة من ابناء الحاج توفيق طبارة بإعطاء هذا المركز الذي كان له النشاطات المتنوعة منذ انشائه إلى الآن. وأنا أقول لقد تصرّفوا التصرّف الطيب والحميد بأنهم سلّموا هذه الأمانة إلى جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية. نحن وإياكم نعتز بآل طبارة الكرام، وهذا العمل لا يعتبر أول عمل مبادر يقومون به. بل قاموا بمبادرات كثيرة في مجال الخير خدمة لبيروت وخدمة لأهل بيروت.

المقاصد نحن لا يمكن أن نتصوّر بيروت من دون جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية. نحن إلى جانب جانب جمعية المقاصد في كل أنشطتها التي تقوم بها خدمة لأهل بيروت. لا بل لاهلنا في لبنان.

هذا هو أحمد طبارة الذي أعرفه منذ سنوات طويلة. هو صامد على مبدئه لا يغير أبدا. أقول باسمه وباسمكم جميعاً. شكراً من القلب لآل طبارة الكرام، وشكراً لجمعية المقاصد رئيساً وأعضاء على حملهم الأمانة من أجل أن تبقى بيروت العاصمة ودرة هذا الشرق".