الأحد 18 آب 2024 - 0:01
نحن اللبنانيون نستحق وطناً يشبه كل الأوطان في العالم.
نحن اللبنانيون الذي يتجاوز عددنا الأربعة ملايين شخص نستحق حكومة ووزراء أفضل مما لدينا.
نحن اللبنانيون نستحق أن نعيش أفضل مما نحن عليه. نستحق تياراً كهربائياً في منازلنا، ومعاملنا ومدارسنا وشوارعنا ومعابدنا، ومياهاً صالحة للشرب وليس فقط لريّ المزروعات، ونستحق لأولادنا تعليماً راقياً. ونستحق مستشفى حكومياً قادراً على علاجنا عندما نحتاج إلى هذا العلاج.
نحن اللبنانيون لا نستحق كل ما نحن فيه، من مآسٍ وبلاء وهيمنة وقهر وذلّ. لا نستحق هكذا حكومة رئيسها غير مسؤول، ووزير الطاقة لا علاقة له بانقطاع الكهرباء المحروقات. ووزير المال فيها لا يجيد التوقيع على صرف الاعتمادات.
نحن اللبنانيون لا نستحق وطناً لم يعد فيه ساعة تغذية كهربائية واحدة، بل نستحق وطناً مضاءاَ كعقول أبنائنا وعقول شبابنا، وعقول أجدادنا. نستحق وطناً مضيئاً كما يضيء اللبنانيون في كل محافل العالم عندما يحملون جنسية غير جنسيتهم اللبنانية.
العتمة الكاملة
لبنان في العتمة الكاملة. هذا ما أعلنته شركة كهرباء لبنان مع توقف آخر مجموعة إنتاجية لمعمل الزهراني، حيث جاء في بيان الشركة: "إلحاقًا ببياني المؤسسة تاريخ 07/08/2024 وتاريخ 27/07/2024، ولحين تبيان ما ستؤول إليه الأمور في ما خصّ مساعي الجهات المعنية لمعالجة مسألة تزويد مادة الغاز أويل لصالح مؤسسة كهرباء لبنان، أكان من خلال اتفاقية المبادلة العراقية أو غيرها من المصادر، وبعد استنفاد جميع الإجراءات الاحترازية الممكن اتخاذها من قبل مؤسسة كهرباء لبنان من أجل إطالة فترة إنتاج الطاقة بأقصى حدودها الدنيا الممكنة، في ظلّ الظروف الحالية المختلفة، تفيد مؤسسة كهرباء لبنان بأنه قد تمّ خروج قسرياً ظهر اليوم الواقع فيه 17/08/2024، آخر مجموعة إنتاجية لمعمل الزهراني متبقية على الشبكة الكهربائية عن الخدمة بالكامل، وذلك جراء نفاد خزين المعمل من مادة الغاز أويل بالكامل، ما أدى بنتيجته إلى توقف التغذية بالتيار الكهربائي كلياَ على جميع الأراضي اللبنانية بما فيها المرافق الأساسية في لبنان (مطار، مرفأ، مضخات مياه، صرف صحي، سجون، إلخ)".
ولفت البيان إلى أنّ الشركة "ستقوم مجددًا بإعادة تشغيل المجموعات التي وضعت خارج الخدمة قسرياً، بما يتجانس مع الخزين الذي سيتوفر لديها بعد تأمين مادة الغاز أويل لصالحها، ليجري من ثمّ إعادة التيار الكهربائي والتغذية تدريجياَ إلى ما كانت عليها".
وقالت المؤسسة إنها "ستبقي جميع المواطنين الكرام على بينة بأية مستجدات فيما خصّ التغذية بالتيار الكهربائي، وذلك عبر بيانات لاحقة بهذا الشأن".
بيان الشركة المعيب ألحقه وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، ببيان أشد عيوبة بخاصة مع انقطاع الكهرباء عن مطار رفيق الحريري الدولي ومرفأ بيروت وكافة المرافق العامة، فجاء في بيان الوزير فياض ما يفيض على اللبنانيين بؤساً واهتراء وألماً، طالباً من مؤسسة كهرباء ولبنان والمصلحة الوطنية لنهر الليطاني "وضع إنتاج المصلحة من المعامل المائية، والتي تتراوح بين 80 و 100 ميغاواط على الشبكة العامة لكهرباء لبنان لتأمين الطاقة اللازمة لخطوط الخدمات العامة العائدة للمرافق العامة ومحطات ضخ المياه ومحطات الصرف الصحي. يأتيذلك في إطار المواكبة لازمة توقف المعامل الحرارية العائدة لمؤسسة كهرباء لبنان، وبانتظار معالجة مشكلة تأمين الفيول العراقي الناجمة عن المستحقات المالية المتوجبة بذمة الجانب اللبناني وفتح الاعتمادات اللازمة لذلك".
وفي تصريح تلفزيوني له قال الوزير فياض: "الوزارة اتخذت إجراءات استباقية تحسباً لنفاد الوقود، مشيراً إلى أنّ مولدات كهربائية توفر الطاقة لمطار بيروت موقتَا لمدة يومين. كما ننتظر وصول شحنات الغاز من مصر بحلول 23 آب".
المستشار السابق لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي الدكتور خلدون الشريف كان لافتاً في منشور له على منصة "إكس"، لاعناً هذه الأيام وحكومة آخر الزمان قائلاً: "لم يبقَ للمواطن في لبنان إلا الابتهال إلى الله:اللهم أخرجنا من ظلّ حكومات الظلم والظلام والظلمات إلى النور. اللهم أبدلنا حكاماً خيراً من حكامنا، ووزراءَ خيراً من وزرائنا. اللهم ارفع الهمَ والغمَ والظلمَ والفجورَ عنا لا مجيبَ سواك. انقطع الرجاءُ إلا منك وسُدِت السبل إلا إليك".
جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط