خاص أيوب


اللبنانيون ينتظرون نتنياهو..

الخميس 21 تشرين الثاني 2024 - 0:00

خاص (أيوب)

كما وقف المبعوث الأميركي آموس هوكستين في أحد مقاهي بيروت، سيقف اللبنانيون جميعاً يحتسون قهوتهم بانتظار قرار رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن تسوية قرار وقف اطلاق النار.

لبنان عبر رئيس مجلس النواب نبيه برّي قال كلمته وقدّم كل ما يمكن أن يقدّمه عبر التفويض الممنوح للرئيس برّي من حزب الله بشأن الوصول إلى قرار لوقف اطلاق النار.

مصدر سياسي مطلع أشار لـ"أيوب" أنّ التفاؤل اللبناني بشأن الوصول إلى قرار لوقف اطلاق النار هو تفاؤل مشروع وفقاً للمعطيات التي تسرّبت عن لقاءات هوكستين في بيروت والاتصالات التي أجراها من السفارة الأميركية في عوكر بالقيادات الإسرائيلية في تل أبيب، حيث تشاور معها بنداً بنداً. إلا أنّ هذه الأجواء التفاؤلية عرفها قطاع غزة أكثر من مرّة لكنها كانت تتبدد عندما يصل الأمر إلى نتنياهو.

ويضيف المصدر السياسي لـ"أيوب" ما يمكن أن يدفع نتنياهو للقبول بالتسوية ليست بنود الاتفاق. بل الاوضاع الداخلية التي تعيشها إسرائيل والتي بدأت تشكل ضغطاً كبيراً على نتنياهو.

في هذا السياق رأى اللواء المتقاعد في الجيش الإسرائيلي يتسحاق بريك أنّ الجيش الإسرائيلي لم يهزم "حماس" أو "حزب الله"، وإنه لا يقول الحقيقة بشأن الأزمة الصعبة في صفوفه. منذ بداية الحرب سقط أكثر من 1772 قتيلاً من المدنيين، و21,744 جريحاً، و800 قتيل من الجيش الإسرائيلي، و101 مخطوف (أحياء أو أموات)، و143 ألف نازح، وقرابة 300 ألف يخدمون في الاحتياط، وأكثر من 26,240 صاروخاً وقذيفة ومسيّرة أُطلقت على إسرائيل.

كلام بريك جاء في مقالة له في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية جاء فيه: "لو جاء كائن من الفضاء وشاهد من فوق ما يجري، ماذا سيرى؟ سيرى حرباً مستمرة منذ أكثر من سنة من دون أن تظهر نهايتها، وأنه لم تتحقق أيّ من أهداف الحرب؛ لم يطلَق سراح المخطوفين، ولم تتحقق عودة النازحين في الشمال إلى منازلهم، ولم نهزم "حماس" أو حزب الله، ولم نبعِد إيران عن الذين يدورون في فلكها. كما سيرى اقتصاداً إسرائيلياً منهاراً، والحصانة الاجتماعية في وضع من التفكك وعلى شفير حرب أهلية، والعالم المتنور يبتعد عن إسرائيل، وسلاح البر منهَك إلى حدّ كبير جداً.

سيرى الكائن الفضائي أن الجيش لا يقول الحقيقة للمستوى السياسي بشأن الأزمة الصعبة في صفوفه، ولا يتحدث عن سلاح الاحتياط الذي لم يستجب 40% منه لدعوة الالتحاق بالخدمة العسكرية، والعناصر ليسوا مستعدين للتجنيد، والجنود النظاميون يأخذون تقارير طبية بسبب عدم قدرتهم النفسية والجسدية على الاستمرار في القتال. كما سيرى سلاح البر الذي يشهد عملية تفكُك من ناحية نفاد القوة البشرية والسلاح.

سيرى هذا الكائن ما وصفه الصحافي إيتي أنغل في برنامجه "عفوداه" في الأسبوع الماضي، وأهم ما قاله: "العدو يزداد قوة، والثمن من حياة الناس يرتفع، والحل السياسي هو أبعد من أيّ وقت مضى. الصورة التي تقدَّم إليكم، والتي تقول إنّ حزب الله أصبح ضعيفاً، وكفة الجيش هي الراجحة تتخذ منحى مختلفاً جداً...

سيرى الكائن الفضائي كيف أنّ رئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي يحاول أن يقدّم إلى المستوى السياسي والجمهور صورة عن الجيش القادر على كل شيء، والمؤهل للقيام بالمهمة الملقاة على عاتقه حتى تحقيق أهداف الحرب. لهذا السبب، يعلن وزير الدفاع الجديد المنفصل عن الواقع أنه يجب مواصلة محاربة حزب الله حتى "هزيمته النهائية"، وينفذ هليفي ما يأمره به من دون أن يشرح له الوضع السيئ للجيش، وأنه غير قادر على القيام بمناورة في العمق، ولا البقاء في الأماكن التي احتلها بسبب النقص الشديد في قوات الاحتياط، وأنه ليس في استطاعة هذا الجيش وقف إطلاق مئات الصواريخ والقذائف والمسيّرات يومياً التي تعطل الحياة وتدمر الشمال. كما يساهم رئيس هيئة الأركان مساهمة كبيرة في إخفاء الحقيقة عن المستوى السياسي، وفي تفكُك سلاح المشاة، وفي هذا العدد الكبير من القتلى والجرحى.

وسيرى كيف أخيراً انفتحت عيون الوزراء في حكومة نتنياهو، وأدركوا أنه من غير الممكن القضاء على حزب الله بالقوة وإنهاء الحرب. ولذلك، توجهت الحكومة الآن نحو أفق التسوية السياسية بوساطة الولايات المتحدة.

الصحيح حتى الآن أن لدينا نازح دُمّرت مستوطناتهم واحترقت حقولهم. في بداية الحرب، طلبتُ الاجتماع برؤساء البلدات في الشمال كي أشرح لهم كيف يمكنهم حماية أنفسهم من الصواريخ والمسيّرات التي ستطلَق على بلداتهم (قيادة الجبهة الداخلية لم تفعل شيئاً في هذا الصدد)، لكنهم أجّلوا الاجتماع. وعلى الرغم من ذلك، فإنهم لم يستوعبوا الدرس، ويواصلون مطالبة الجيش بالنصر المطلق على حزب الله، ومن دون ذلك، لن يعودوا إلى مستوطناتهم.

سيرى ذلك الكائن أنّ قِسماً من رؤساء المجالس والمستوطنات في الجليل الذين أهملوا مستوطناتهم وسكانها ولم يستعدوا للحرب يجب ألّا يبقوا في مناصبهم".

بانتظار ما سيقوله نتنياهو سينتظر اللبنانيون وهم ينظرون من نافذة الأمل ألا تكون الأيام المقبلة مليئة بالتصعيد العسكري. بل بضوء يشير إلى طريق الخلاص.



جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط

أخبار ذات صلة