كتب (البروفيسور إيلي الزير)

مشيئة الله تريدنا أن نكون شعباً واحداً مسلمين ومسيحيين نصوم بعضنا مع بعض. هي ليست مصادفة بقدر ما هي قدر. بمثابة رسالة سماوية أنّ الله واحد وأنّ الايمان يجمع ولا يفرّق.

من الصوم المشترك هذا العام بين المسلمين والمسيحيين. علينا كلبنانيين أخذ العبرة والبناء عليها لاستعادة مكانة وطننا بين الأوطان. بالمحبة وحدها يمكننا إعادة بناء ما تهدم، وبالمحبة وحدها نصنع المستقبل ونخرج معاً من هذا النفق المظلم المعتم، الذي نتخبط به تائهين ضائعين منذ سنوات. لا فرق بين لبناني وآخر إلا بقدر ولائه ومحبته للبنان.

علينا كمسلمين ومسيحيين التوحد خلف المواطنة وليس خلف اي شيء اخر. إئنا في أيام الصوم يجب أن تتوحد لنكون دعاء من أجل لبنان ان يحفزظه الله، وأن يعيننا على إعادة بنائه ونهضة مؤسساته، وصون استقلاله ووحدته تحت سقف القانون والدستور.

اجتمعت الأديان على أنّ الصوم عبادة لله وهو يجزي عليه. هي فرصة لتزكية الروح وسمو الاخلاق والتعالي فوق الشخصانية والخلاف والاختلاف. هي فرصة لنا لنغسل نفوسنا من كل الخطايا والموبقات، ونؤسس لمرحلة جديدة عنوانها التسامح وتجاوز التفرقة والصراعات.

الصوم هدية من الله. وجاحد من لا يقبل الهدية ويستفيد منها، ويفرح بها ويكرسها مذهباً للتلاقي والتآخي بين إخوته في الوطن، إخوته في الانسانية من أجل العيش بأمان وسلام.