السبت 30 تشرين الثاني 2024 - 0:00
خاص (أيوب)
بدأ الجيش اللبناني مرحلة قد تكون الأهم والأخطر منذ تأسيسه عام 1945. إنها مرحلة مصيرية يرى الجميع فيها حداً فاصلاً ما بين إمكانية قيام الدولة اللبنانية، أو الذهاب إلى انتصارها وتحلّلها نهائياً.
المهام المنوطة بالجيش اللبناني في جنوب نهر الليطاني تنفيذاً لاتفاق وقف اطلاق النار بين العدو الإسرائيلي وحزب الله تواجه 3 تحديات رئيسية وفقاً لمرجعية سياسية وهي:
1- غياب المصداية الإسرائيلية والتي اتخذت شكلاً خطيراً عبر مقولة "حرية الحركة" للجيش الإسرائيلي وفقاً للضمانات الأميركية سيضع الجيش بموقع العاجز عن رد الاعتداءات الإسرائيلية.
2- الحفاظ على الخيط الرفيع في العلاقة مع حزب الله وبيئته الحاضنة في الجنوب، معتمداً على قاعدة "شعرة معاوية" إن شدّوا تراخينا وإن تراخوا شددنا.
3- إبعاد السياسة عن الجيش من تاريخ بدء الانتشار أمس وصولاً إلى موعد انتخابات رئاسة الجمهورية في 9 كانون الثاني 2025. فمن شأن اقتحام السياسة للجيش أن تعيق عمله وتفقده المصداقية.
العديد والعدة
يعتبر الجيش اللبناني من جيوش العالم الضعيفة بالعدد والعُدّة، حيث يعتمد على المساعدات الخارجية التي لا تؤهله لامتلاك سلاح نوعي.
وفقا لموقع "غلوبال فاير باور"يحتل المركز رقم 118 في قائمة أقوى جيوش العالم، التي تضم 145 جيشاً، يعتبر عدد عناصر وضباط الجيش من الأقل في العالم، ويبلغ عدد من هم في الخدمة نحو 60 ألفاً، والاحتياط 35 ألفاً، من ضمنهم القوات البرية (45000) والجوية (2500) والبحرية (1700). أما من جهة الأسلحة يعاني الجيش من غياب الأسلحة الفعالة الثقيلة المتطورة براً وبحرا وجواً.
ودائماً وفقاً لـ"غلوبال فاير باور"يوجد لدى القوات الجوية 69 طائرة مروحية و9 طائرات صغيرة للتدريب، ولدى القوات البرية 204 دبابات ونحو 4500 مركبة مدرعة و488 مدفع وراجمة، ولدى القوات البحرية 44 سفينة صغيرة غالبيتها للدوريات وبعض السفن الأخرى.
ينص اتفاق وقف إطلاق النار على الحدود الجنوبية على انسحاب جيش العدو الإسرائيلي تدريجياً في غضون 60 يوماً من الجنوب، وانسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، وعلى أن يخلي المناطق الواقعة جنوب النهر من أسلحته الثقيلة.
وبحسب الاتفاق، تتسلم قوات الجيش والقوى الأمنية اللبنانية المواقع التي يسيطر عليها حالياً الجيش الإسرائيلي وحزب الله، على أن تنضم الولايات المتحدة وفرنسا إلى الآلية الثلاثية التي تم إنشاؤها بعد حرب عام 2006 بين الطرفين، للإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار. وتضم اللجنة حالياً إسرائيل ولبنان وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).
جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط