
الخميس 1 أيار 2025 - 0:01
خاص (أيوب)
ماذا يحصل في المركز التربوي للبحوث التابع لوزارة التربية؟ ولماذا الإصرار من وزيرة التربية ريما كرامي بعد فضيحة الخانة الثالثة بالاستمارة المدرسية، السماح بتمرير انحراف مغلّف بمناهج الجندر؟ بخاصة أن المنهج المعدل يعتبر بمثابة فضيحة كبرى أخرى جاء بعد انتظار دام أكثر من 20 عاماً لتغيير المناهج الدراسية في لبنان.
استنكارات واسعة
شيخ قراء بيروت وإمام وخطيب المسجد العمري الكبير محمود أحمد عكاوي كتب على صفحته بالفيسبوك أن: "المركز التربوي للبحوث والانماء التابع لوزارة التربية والتعليم العالي يوقع اتفاقية تعاون مع الشياطين وأهل الضلال". وأرفق منشوره بتعليق لبيان صادر عن هيئة العلماء المسلمين وحملة حماية الأسرة والمجتمع جاء فيه:
"أنقذوا الطلاب والطالبات من خطط المركز التربوي للبحوث والإنماء التي تعزز الفوضى الجنسية بينهم:
ورغم تحذيراتنا المتكررة من محاولات المركز التربوي للبحوث والإنماء لإدماج المفاهيم الغربية التي تشجع على الحرية الجنسية بين المراهقين والمراهقات، وكان آخرها البيان الذي أصدرناه في ٥ فبراير ٢٠٢٥ حول خطورة مفهوم "الصحة الإنجابية"..حيث أكدنا فيه أن مفهوم "الصحة الإنجابية" حسب تعريف الأمم المتحدة له لا يعني الاهتمام بسلامة المرأة أو الجنين أو الاهتمام بالسلامة من الأمراض الجنسية فحسب، بل يتعدى الى العمل على تشريع العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، وتأمين كل ما يلزم للمراهقين والمراهقات من وسائل الوقاية من الأمراض والحمل في هذه العلاقات.. كما يتضمن الاعتراف بحق من يقوم بالعلاقة الجنسية في حال حدوث الحمل بقرار الإنجاب أو الإجهاض.. وعلى المجتمع أن يتقبل ذلك، وأن يتعاطى معه بإيجابية.
رغم ذلك كله، يصر المركز التربوي للبحوث والإنماء التابع لوزارة التربية والتعليم العالي في لبنان على تنفيذ خططه القديمة والمتجددة لإفساد الطلاب والطالبات عبر إدخال مفهوم "الصحة الإنجابية" في مناهج التعليم العام وربطه بمفهوم "النوع الاجتماعي" (الجندر) الذي يشمل كل فئات الميول الشاذة جنسياً.
وقد حصلت حملة حماية الأسرة والمجتمع "حسم" على نسخة من الدورة التدريبية التي نظمها المركز التربوي للبحوث والإنماء منذ يومين للمعلمين والمعلمات المشاركين في وضع المناهج التعليمية، وموضوعها "إدماج المهارات الحياتية الخاصة بالتربية على الصحة الإنجابية من منظور النوع الاجتماعي في مناهج التعليم العام ما قبل الجامعي في لبنان". وجاء في هذه الدورة التدريبية ما يلي:
1- اصرار رئيسة المركز التربوي هيام اسحاق على دمج مفهوم "الصحة الإنجابية" في مناهج التعليم وموافقة وزير التربية السابق عباس الحلبي على ذلك.
2- يحدد المركز التربوي للبحوث والإنماء الأهداف من إدماج مفهوم "الصحة الإنجابية" في مناهج التعليم، وأخطر هذه الأهداف ما يلي: الانطلاق جنسياً وعاطفياً والتحرر من عقدة الذنب تجاه العملية الجنسية واتجاه العلاقات مع الآخر.
هذا يعني بكل صراحة التخلص من عقدة الحلال والحرام في العلاقات الجنسية، والتخلص بالتحديد من فكرة حصرية العلاقة الجنسية بين الزوجين ... وهذا ترويج فاضح للزنا ومحاربة واضحة للعفة والطهارة وإشاعة للفوضى الجنسية بين المراهقين والمراهقات باسم التربية والتوعية الجنسية.
3- يضع المركز التربوي للبحوث والإنماء المواضيع المطروحة في حلقات التعليم، ويخصص المرحلة الثانوية لإدماج موضوع "التمييز الجنسي في المجتمع والقوانين المتعلقة به".
وبالعودة الى مفهوم "التمييز الجنسي"، يتبين لنا أنه يستهدف محاربة التعاليم الدينية وثقافة المجتمع وتقاليده التي تفرض سلوكاً جنسياً على النساء والفتيات وتحدد أدوارهن في العلاقة الجنسية. هذه دعوة مشينة تسعى إلى إطلاق حرية الفتيات في العلاقات الجنسية مساواة بحرية الشباب، بينما كان من المفترض تربوياً وأخلاقياً العمل على تحذير الشباب والبنات من العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج لما تسببه من فوضى ومآسٍ وخراب في المجتمع.
4- يؤكد المركز التربوي للبحوث والإنماء أن أكبر عقبة أمام إدماج مفهوم "الصحة الإنجابية" في مناهج التعليم هي السلطات الدينية، وتغيير صانعي القرار السياسي والتربوي.
5- يستعين المركز التربوي للبحوث والإنماء بدراسة أعدتها هيام اسحاق حول الطلاب والطالبات في لبنان عام ٢٠٠٨، يظهر فيها أن ١١ % منهم قد قاموا في عمر المراهقة بعلاقة جنسية كاملة، وأن نسبة كبيرة من هؤلاء قد استخدموا الواقيات في علاقتهم.
بدلاً من الانطلاق من هذه الدراسة لإعلان حالة الطوارئ التربوية لتخفيض هذه النسبة وتوعيتهم بمخاطر الزنى على حياتهم ومستقبلهم، يقوم المركز التربوي للبحوث والإنماء بالتأكيد على ضرورة إدماج مفهوم "الصحة الإنجابية" لتعليم الطلاب كيفية الوقاية من الأمراض أثناء قيامهم بجريمة الزنى!
إننا لن نقبل بأي حال من الأحوال إدخال هذه الثقافة الغربية التخريبية والتدميرية لأخلاق طلابنا وطالباتنا في مناهج التعليم، تحت عنوان التوعية والوقاية من الأمراض الجنسية.
إننا لن نقبل بأي حال من الأحوال إفساد أخلاق المراهقين والمراهقات وتشجيعهم على بناء علاقات جنسية بينهم عبر تحريرهم من عقدة الذنب كما تنص الخطة "اللاتربوية".
إننا في حملة "حسم" لحماية الأسرة والمجتمع وهيئة علماء المسلمين نطالبكم جميعا بإيقاف هذه الجريمة اللاتربوية واللاأخلاقية بحق الطلاب والطالبات، وكف يد المسؤولين عن هذا المركز عن العمل في مناهج التعليم الجديدة ..
كما نطالبكم ونلح عليكم بإعطاء التوجيهات اللازمة لإعادة صياغة مادة التربية الجنسية لتكون ضمن القيم الأخلاقية والدينية والوطنية، وضرورة إشراك المراجع الروحية في ذلك.
كما نطالب الأهالي في كل لبنان بأن يرفعوا الصوت ويتصدوا لهذا العمل التخريبي لأخلاق أبنائهم وبناتهم".
وبدورها الدكتورة هناء محمد بخاش عضو حملة "حسم" لحماية المجتمع والاسرة قالت لـ"أيوب": "بعد انتظار دام أكثر من 20 سنة لتغيير المناهج الدراسية في لبنان. علماً أن القانون يحدد أن المناهج يجب أن تتغير كل 4 سنوات. بعد هذا الغياب أصبنا بخيبة أمل لا بل بالاحباط والتعجل والاستغراب. لا يوجد كلمة تعبر عن مدى امتعاضنا من منهج فاشل بكل المقايس إلا بالفساد والافساد الاخلاقي والديني والاجتماعي. إفساد للفطرة السليمة ولأصول التربية.
السؤال المهم على أي أساس سنربي اولادنا ؟ ما هي القيم والمبادئ التي سنشرح عنها؟ ولماذا اصبحت كل القيم التي ربينا عليها وربينا أولادنا أصبحت اليوم في مهب الريح. واصبح المطلوب طمسها بل نسيانها؟ لم كل هذا يا حضرة وزيرة التربية. يا حضرة المسؤولين عن مركز البحوث؟ لماذا تضيعون أجيالاً أنتم مؤتمنون عليها؟... وبدل أن يتم البحث الفعلي بتغيير جذري وحلول لكل المشاكل التي تعاني منها العملية التعليمية في لبنان، نفاجأ بأن كل ما تغير هو فرض الجندرة واثارة الشهوات الجنسية بعد أن كانت هذه الموضيع محرمة! الرجوع عن الخطأ فضيلة والاستمرار به فضيحة".
فيما الناشطة التربوية والاجتماعية والاخصائية في علم القيادة من جامعة هارفرد ناشدت رئيس الجمهورية اللبنانية، رئيس مجلس النواب، رئيس مجلس الوزراء، والمراجع الروحية العليا كافة، وخاصة دار الفتوى، والمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، والمجلس الماروني، وسائر القيادات الروحية في لبنان، التدخل الوفري لوقف هذا الانحدار التربوي الخطير الذي تتعرض له مدارسنا ومناهجنا وأبناءنا، من خلال مشاريع ظاهرها "التطوير" وباطنها تفكيك ما تبقى من هوية هذا الوطن وقيمه وثوابته الأخلاقية والدينية.
هل ستتراجع وزيرة التربية ريما كرامي وتعتذر عن ما يحصل كما تراجعت عن الخانة الثالثة في استمارة المدارس وتدارك الفضيحة قبل فوات الأوان؟
جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط