السبت 24 آب 2024 - 0:03
كتب (البروفسور إيلي الزير)
ما افتقدت بيروت بكل أحيائها ومناطقها من الأشرفية إلى المدور، وصولاً إلى عين المريسة والروشة والرملة البيضاء وانتهاء بطريق الجديدة والمزرعة والبربير والمتحف الأمن والأمان كما تفتقده اليوم، حيث يكاد لا تنجو منطقة من تلك المناطق يومياً من حادثة سلب أو سرقة سيارة، أو إشكال يتعرّض له أبناء العاصمة مع راكبي الدراجات النارية ووطاويط الليل.
البيروتي يخشى الخروج عندما يحلّ الظلام، ويعيش قلقاً عندما تكون عائلته خارج المنزل في زيارة أو نزهة. تسير في شوارع بيروت لا تجد دورية لشرطة أو لحرس بلدي أو لجهاز أمني آخر، وكأنها مدينة متروكة لمصيرها ولقدرها مع "زعران" الطرقات.
الأمن في بيروت لا يجب أن يكون ترفاً للحكومة ووزير داخليتها. بل هو واجب وفرض لا يمكن السكوت عنه أو تجاهله. ليس هناك مبرر لاستسلام المخافر لقوى الأمر الواقع، وليس هناك حجة مقبولة لانكفاء شرطة بيروت عن مهامها من دوريات وحواجز لفرض الأمن والأمان. السيارات العسكرية والمحروقات التي توضع فيها، لا يجب أن تكون مسخّرة لزوجات الضباط وعائلاتهم، ولا لزوم التسوق والنزهات العائلية. هي ممتلكات دفع الشعب اللبناني ثمنها من أجل أمنه وأمانه بعيداً عن الخوف والقلق والتوتر.
عندما تكون بيروت آمنة يكون لبنان آمناً. هي العاصمة وقلب الوطن. على الحكومة اللبنانية رئيساً ووزير داخلية، وعلى قوى الأمن الداخلي مديراً عاماً، كما على رئيس البلدية ومحافظ المدينة العمل سريعاً لإقرار خطة أمنية تحفظ أمن العاصمة وسكانها. خطة أمنية شعارها فقط "بيروت عاصمة للأمان" لا مرتعاً للزعران.
جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط